أنقرة (زمان التركية) – اتهم رئيس حزب المستقبل في تركيا، أحمد داود أغلو، الرئيس أردوغان بالاهتمام بمصالح أسرته على حساب الشعب التركي، الذي يعاني من أزمة اقتصادية.
وخلال كلمته بالمؤتمر الدوري لحزبه في مدينة دياربكر ذات الغالبية الكدية تناول داود أوغلو الأحداث الجارية، حيث ذكر أن جميع وسائل الإعلام التركية تتحدث عن عودة تركيا مرة أخرى إلى فترة التسعينات المظلمة من كل النواحي، وأن حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية أفقدوا كل شيء قيمته.
قال داود أوغلو: “يبدو أنهم أقسموا على إفقاد كل شيء قيمته، فهم عاشقون لتركيا القديمة. تركيا القديمة تعني انخفاض وضياع قيمة كل شيء. انظروا كيف أفقدوا الليرة التركية قيمتها في حين أن الدولار واليورو والذهب يواصل الارتفاع”.
وأضاف داود أوغلو أنه خلال فترة توليه رئاسة الوزراء كان سعر الدولار أمام الليرة يبلغ في مايو عام 2016 حوالي 2.85 ليرة غير أنه اليوم ارتفع إلى 7.30 ليرة.
وقال: “رفعوا قيمة العملات الأجنبية أمام الليرة ثلاث أضعاف ما كانت عليه. لا يمكنهم الحديث عن الماضي، إذا هل يتحدثون عما يحدث اليوم؟ لا! لم يخرج مسؤول واحد على الشاشات. عند إقحامك أسرتك في شؤون الدول فإنك ستهتم بأبنائك وزوجتك وأشقائك وصهرك مع أول حريق يضرب البلاد دون أن تكترث للشعب والدولة”.
أضاف رئيس حزب المستقبل متحدثا عن إرجاع الأزمة إلى نظرية المؤامرة الخارجية: “الاقتصاد يتجه صوب الانهيار ولا يوجد مسؤول يتحمل مسؤولية الأمر. من سيحاسبه الشعب؟ السلطة الحاكمة تتحدث عن عدم تحمل المسؤولية وعدم محاسبتها على ما يحدث وأن القوى الخارجية هم من يتحملون مسؤولية ما يحدث. السلطة الحاكمة تعيش في أجواء نظرية المؤامرة ويعتقدون أن بإمكانهم إدارة الاقتصاد بالعقلية المصطنعة للقوى المتآمرة”.
الرئيس أردوغان كان قد هون من الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعصف باقتصاد البلاد، وتنعكس على سعر صرف الليرة التركية التي وصلت إلى مستويات قياسية، حيث سجل الدولار الأمريكي 7.43 ليرة تركية للمرة الأولى.
زعم أردوغان يوم الجمعة بعد ادائه الصلاة في آيا صوفيا أن الاقتصاد التركي يحلق في السماء عاليًا، ولكن هناك من لا يرون ذلك، على حد تعبيره.
وطالب أردوغان من ينتقدون الأداء الاقتصادي للحكومة في الفترة الأخيرة، بالنظر إلى المستوى الذي وصلت له تركيا، مما كانت عليه سابقًا قبل حزب العدالة والتنمية.
وقال أردوغان عقب صلاة الجمعة: “يكفي أننا ليس لدينا ديون لصندوق النقد الدولي. واحتياطي النقد للبنك المركزي كان 23 مليار دولار أمريكي، وأصبح الآن 105 مليار دولارات أمريكية. نحن اليوم أكثر قوة من أمس، وسنكون غدًا أكثر قوة”.
وقلل أردوغان من حجم الأزمة وقال إن سعر الصرف سيعود مرة أخرى إلى مستواه الطبيعي، زاعمًا أن أزمة كورونا السبب وراء الانهيار الاقتصادي؛ وعقب هذه التصريحات بدأت الليرة التركية تشهد عواصف شديدة وموجات متسلسلة من الانهيارات أمام العملات الأجنبية.
وعلى خلفية تراجع قيمة الليرة بشكل حاد الأسبوع الماضي، وبلوغ سعر صرف الدولار حاليا أمام الليرة 7.30، تعرض بيرات ألبيراق وزير الخزانة والمالية وصهر الرئيس أردوغان لهجوم كبير. من جهة أخرى تم إطلاق حملة للدفاع عن وزير المالية شارك فيه عدد من الوزراء على الرغم من اتهامه شعبيا بالفشل في الملف الاقتصادي.
ومؤخرا هاجم البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، عبد اللطيف شنار، الرئيس أردوغان وأسرته بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وانفجار معدلات البطالة، قائلًا: “تركيا لم تعد تتحمل هذه العائلة أكثر من ذلك”.
عبد اللطيف شانار الذي كان في يوم من الأيام أحد مؤسسي حزب العدالة، وتسلم إحدى الحقائب الوزارية في حكومة أردوغان الأولى قبل أن ينشق عنه، قال في تغريدات عبر تويتر: “عائلة أردوغان فجرت معدلات البطالة. لم يعد المواطن بإمكانه التقاط أنفاسه. الأوضاع الاقتصادية تحولت إلى كارثة. ومع ذلك وقف أردوغان في فناء المسجد (آيا صوفيا) يمدح في صهره (وزير الخزانة والمالية براءت ألبيراق). تركيا لم تعد تتحمل هذه العائلة أكثر من ذلك”.
وفي السياق ذاته دعا زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى إقالة زوج ابنته بيرات ألبيراق وزير الخزانة والمالية من منصبه لعدم خبرته في الاقتصاد.
كيليجدار أوغلو خاطب أردوغان، قائلًا: “إذا كنت لا تزال تحب هذه الشعب، يجب أن يكون أول ما تفعله هو إبعاد الصهر من منصبه”.
وأكد كيليجدار أوغلو أن إبعاد ألبيراق من منصبه، سيريح ويسعد المجتمع التركي وكذلك مؤيدي حزب العدالة والتنمية على حد سواء.
وقال زعيم المعارضة لأردوغان “لا تدافع عنه. أحيانا تلقي عليه اللوم وأحيانا تدافع عنه. الصهر الراقي ليس له في الاقتصاد لا يعلم شيئا عن الفقراء إنه نائم في العسل. سيكون عزله من منصبه راحة للمجتمع”.
وأوضح كيليجدار أوغلو أن نسبة ثقة المواطنين في البرلمان تراجعت 1.2% وفق استطلاع رأي أجروه، قائلًا: “من المسؤول عن ذلك؟”.
–