أنقرة (زمان التركية) – قال وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو، من العاصمة الليبية طربلس التي زارها اليوم الخميس إن الوضع في ليبيا “أكثر تعقيدا” مبديًا تخوفه من هجمات تشنها قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وأبدى اعتراضه على الدور المصري.
وقال جاويش أوغلو الذي التقي اليوم فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني بعيدا عن أعين الصحافة، إن المواطنين في ليبيا يترقبون حاليا تقديم الحكومة للخدمات وأن سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية لديهم تطلعات أيضا مشيرًا إلى “امتلاك تركيا لتجارب فعلية في مثل هذه القضايا نظرا لكون الرئيس أردوغان قد استهل مسيرته بتوليه رئاسة بلدية إسطنبول”.
وقال جاويش أوغلو إن “تركيا تقدم الدعم إلى ليبيا في هذه الأمور” مشيرا إلى وجود “استثمارات لشركات تركية داخل ليبيا ووجود استثمارات غير مكتملة بسبب المواجهات. فيما تجري لجان مشكلة لقاءات في هذا الصدد”.
وحول الموقف العسكري، أكد جاويش أوغلو أن حالة من الهدوء الحذر تخيم على الساحة في ليبيا غير أن الأزمة لم يتم حلها بعد بل أن الوضع بات معقدا جدا، مؤكدا على الإصرار على مطلب تسليم سرت والجفرة لحكومة الوفاق.
وقال رئيس الدبلوماسية التركية: “يتم الحديث عن محور سرت وجفرة في كل المنصات. وتنتظر الحكومة الشرعية أن يتم تسليمهما إليها من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار. حفتر لا يزال غير مؤمن بالحل السياسي لذا يمكنه شن هجمات في أي لحظة”.
أضاف متطرقا إلى الدور المصري “يتوجب على الجميع تفهم مخاوف حكومة الوفاق في الوقت الذي يجري فيه حفتر وأنصاره استعداداتهم. يتم الحديث عن المباحثات الدبلوماسية في الوقت الراهن وكنا دائما حاضرين على طاولة المفاوضات وكان حفتر هو المتهرب. هل تمكنت هذه الدولة الداعمة له بقوة من إقناعه بينما كان هو يتهرب من الجلوس على طاولة المفاوضات؟ أو هل كانت ترغب في إقناعه بالأمر؟ نواصل جهودنا ولا فائدة من المبادرات المجهضة كمبادرة القاهرة. سنتمسك بالمفاوضات الدبلوماسية حتى النهاية”.
وكان الرئيس المصري عبدالقتاح السيسي حذر في وقت سابق من تجاوز محور الجفرة-سرت، ولاحقا منح البرلمان المصري الرئيس صلاحية إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لحماية حدودها الغربية.
وفيما يتعلق بعملية إيريني التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لمراقبة حظر تصدير السلاح إلى ليبيا ذكر جاويش أوغلو أنه لم يتم الاستجابة لمخاوف حكومة الوفاق الصائبة وأن عملية إيريني عملية أحادية نسقها طرف واحد مفيدا أنها عملية تدعم حفتر وأنصاره وأن الاتحاد الأوروبي يستغلها.
هذا وأثنى جاويش أوغلو على موقف مالطا التي كان وزير خارجيتها إيفاريست بارتولو حاضرا خلال اللقاء، مؤكدا أن مالطا تعاملت بشجاعة ورفضت العملية وأنه يتوجب على ألمانيا الحاضنة لمؤتمر برلين التعامل بحيادية وبواقعية.
ووفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق: “تناول الاجتماع الذي عقد بمقر المجلس بالعاصمة طرابلس، تطورات الوضع في ليبيا، و أهمية عودة المسار السياسي وبما يحقق الأمن الاستقرار في ليبيا.
كما تم بحث عدد من ملفات التعاون بين الدول الثلاث في مجالات حيوية متعددة، ومساعدة ليبيا في إعادة الحياة إلى طبيعتها وإيجاد حلول عاجلة لمشاكل قطاع الخدمات.
كما بحث الاجتماع إمكانية تشغيل رحلات جوية تجارية مجدولة بين ليبيا وكل من مالطا وتركيا.
وتطرق الاجتماع إلى عملية ” ايريني ” الأوروبية لتطبيق حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، حيث جرى التأكيد على ضرورة أن تكون العملية متكاملة براً وجواً وبحراً، وأشار السيد الرئيس إلى أن عمليات نقل المرتزقة وشحن الأسلحة للطرف المعتدي عن طريق الجو لم تتوقف”.
وجائت زيارة وزير خارجية تركيا المفاجئة بعد 24 ساعة على زيارة وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني ليبيا وعقده اجتماعا مع سلطات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.
وتحاول إيطاليا موازنة علاقاتها بين طرفي الصراع في ليبيا، إذا أن بعثتها الدبلوماسية متواجدة في العاصمة طرابلس الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق الوطني، ولم تقطع في الوقت ذاته علاقتها مع المؤسسات الموجودة في شرق ليبيا والخاضة لسيطرة الجنرال خليفة حفتر.
بينما تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، لكنها لا تقيم أي علاقات القوات التي تسيطر على شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر، وهناك وجود عسكري تركي متنامي في ليبيا.
–