واشنطن (زمان التركية)ــ في حوار مع قناة (العربية) تحدث نجم دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (إن بي إي) اللاعب التركي إنس كانتر، عن “حالة خوف” يعيشها أبناء بلده من الرئيس رجب طيب أردوغان، واعتبر كانتر المقرب من المفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن مؤسس حركة الخدمة أن تركيا ستكون أكثر أمانًا وتقدما بدون أردوغان، متوقعًا أن يحدث ذلك في القريب برغبة من المواطنين الأتراك.
وفيما يلي نص التقرير الذي نشر على الموقع الإلكتروني لقناة العربية بعد المقابلة الحصرية مع أنس كانتر:
أكد كانتر وجود عدد كبير من “الأسرى السياسيين” في السجون التركية، مشيراً لـ”17 ألف امرأة بريئة” تم سجنهن فقط لأنهن يخالفن أردوغان بالرأي. وأضاف أن هناك حوالي 1000 طفل مع أمهاتهن في السجون التركية.
وتابع: “بسبب فيروس كورونا، الحكومة التركية قررت إطلاق سراح كل القتلى والمغتصبين والمهربين واللصوص والمافيات، لكنها أبقت على المساجين السياسيين قيد الاعتقال”.
وقال كانتر: “أنا أحاول أن أعبّر عن الأبرياء الذين ليس لديهم صوت”، مؤكداً “أن لا طموح سياسيا لديه”. وأضاف: “وظيفتي هي لعب كرة السلة، أنا لست سياسياً أو صحافياً. كل ما أتحدث عنه هو الحرية في بلادي، أريد حرية التعيير والديمقراطية وحقوق الإنسان في بلادي”.
بأميركا فقط أشعر بالأمان
وأكد أنه يتعرض لعدد كبير من التهديدات بالقتل يومياً تصله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد بحث الأمر مع الأمن الأميركي. وعن هذا الموضوع قال: “أردوغان دائماً ما يرسل لي أذنابه لإخافتي.. لكن مهما حصل، لن أتوقف”.
وشدد على أنه يشعر بالأمان في الولايات المتحدة فقط، أما في باقي دول العالم فهو يخشى الاعتقال وترحليه لتركيا بسبب “الإخطار الأحمر” من الإنتربول بحقه والذي تحاول من خلاله أنقرة إعادته لتركيا.
وكشف أن السلطات الأميركية طلبت منه عدم مغادرة الولايات المتحدة بسبب التهديدات، مضيفاً: “لا أعتقد أن تركيا قادرة على التأثير عليّ هنا، لكن في مكان آخر ربما تستطيع”.
وفي هذا السياق روى أنه، وخلال سفره في 2017 إلى رومانيا للقيام بأعمال خيرية، حاولت تركيا إعادته عبر إلغاء جوازه، لكن السلطات الأميركية ساعدته للعودة إلى الولايات المتحدة.
التهديدات اليومية
وأكد أن عائلته لا تزال تعيش في تركيا وقد واجهت الكثير من التهديدات من قبل السلطات بسبب مواقفه. وقد اعتُقل والده وأطلق سراحه قبل بضعة أشهر فقط.
وذكر أن عائلته أصدرت بياناً ضده وتبرأت منه، لكن هذا لم يشفع لها عند السلطات التركية حيث داهمت الشرطة منزل العائلة وأخذت كافة الأجهزة الالكترونية للتأكد من عدم تواصل أي فرد مع كانتر. وأضاف أن آخر مرة رأى فيها عائلته كانت عام 2015، أما آخر محادثة هاتفية فكانت من فترة طويلة، لم يعد يذكرها.
وتابع: “الوضع صعب عليّ وعلى عائلتي. أنتم تعرفون قصتي لأنني لاعب كرة سلة في دوري المحترفين الأميركي، لكن هنالك الآلاف من القصص لآخرين يعانون” في تركيا.
وفي هذا السياق، أكد أن هناك العديد من الرياضيين والفنانين الأتراك الذين تركوا بلادهم ولا يستطيعون العودة بسبب انتقادهم للحكومة.
مناصب لاستمالة معارضي أردوغان
وبالعودة إلى الداخل التركي، كشف كانتر أن أردوغان يقدم لمعارضيه الأموال أو المراكز لاستمالتهم “والكثير يقبلون”، مضيفاً: “أنا أقف مع الأبرياء مهما عرضوا علي”. وتابع: “مشكلتي ليست مع بلادي التي أحبها، إنما مع أردوغان”.
وشدد على أن أردوغان سيطر على الإعلام داخل تركيا، مضيفاً: “خارج تركيا، الكل يعرف ما يحدث هناك ويعرف أن ما يفعله أردوغان خطأ”. وأكد في هذا السياق أن “الشباب التركي ضد أردوغان”.
وتابع: “كل من يعيش في تركيا يعيش في حالة خوف من أردوغان ومن الزج به في السجن بسبب انتقاد النظام”.
وعند سؤاله هل يرى تركيا في المستقبل القريب بدون نظام أردوغان، رد كانتر: “أعتقد ذلك. العام الماضي خسر (أردوغان) الانتخابات في 3 مدن كبرى هي إسطنبول وأنقرة وأزمير”.
وأشار إلى إعادة الانتخابات في إسطنبول والتي خسرها مجدداً حزب أردوغان. وقال إن بعد هذه الانتخابات بدأ الكثير من الأشخاص في تركيا بالاجتماع وباتوا يشعرون بالراحة في التحدث ضد الحكومة.
وتابع: “إذا ما تغير نظام أردوغان، وأعتقد أنه سيتغير، تركيا ستصبح بلداً آمناً وسلمياً وستكون مكاناً أفضل بكثير من الآن”.
وبالعودة لتاريخ معارضته لنظام أردوغان، أشار كانتر لفضيحة فساد كبرى هزت تركيا عام 2013 كان أردوغان وبعض أفراد عائلته وبعض النواب متورطين بها. وأضاف أن كل من تحدث عن هذه المسألة زج في السجن، مؤكداً: “كانت هذه المرة الأولى التي تحدثت فيها ضد النظام بسبب الزج بأبرياء في السجن”.
أما عن محاولة الانقلاب التي حصلت عام 2016، فاعتبر أنها “كانت عملية مدبرة”، مضيفاً أن “الكثيرين يعتقدون أن أردوغان قام بهذه المحاولة لكي يستولي على البلاد ويتمكن من السيطرة على كل شيء”.
وشدد على عدم وجود أي دليل على صلة أتباع الداعية فتح الله غولن بمحاولة الانقلاب. وأكد أنه كان مع غولن في نفس الغرفة عندما أخبره أحد أتباعه بمحاولة الانقلاب، مضيفاً: “أتذكر حينها أنه صدم وتفاجأ كالجميع”.
واعتبر أن أردوغان اتهم غولن بمحاولة الانقلاب وصوره على أنه “عدو” فقط لأنه فقط يتحدث ضد النظام.
وعن علاقته بغولن قال كانتر: “أنا أحاول زيارة غولن مرة شهيراً.. ونتحدث فقط عن السلام العالمي”.
–