أنقرة (زمان التركية) – بينما أبدت تركيا انزعاجها وتنديدها إبرم السلطات الكردية في شرق سوريا تعاقدًا مع شركة نفط أمريكية لاستخراج البترول وتسويقه، كان الرئيس أردوغان طرح قبل أشهر الفكرة ذاتها على نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
الخارجية التركية وصفت في بيان رسمي الثلاثاء، الاتفاق بـ”غير المقبول”، واعتبرته تمويلًا للإرهاب.
واتهمت تركيا قادة مجلس سوريا الديمقراطية الطامحين لإقامة حكم ذاتي في المنطقة باتخاذ خطوات لتنفيذ مشروعها الانفصالي باستغلال الموارد الطبيعية الخاصة بالشعب السوري، وقال البيان: “إننا نأسف لتأييد الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الخطوة، التي تتجاهل القانون الدولي، وتستهدف وحدة الأراضي السورية وسيادتها”
وقبل أيام وقّع قائد قوات “سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي اتفاقاً مع شركة “Delta Crescent Energy LLC” الأمريكية، من أجل تحديث آبار النفط الواقعة تحت سيطرتها في شمال شرقي سوريا واستخراج النفط منها وتسويقه، تلا ذلك تلقي السلطات الكردية عروضاً من شركات روسية للاستثمار في مناطقها.
ويأتي اعتراض تركيا بعد أن طرح الرئيس التركي رجب أردوغان في مارس/ آذار هذا العام فكرة استخراج البترول من شمال سوريا لتمويل إنشاء مشروع “المنطقة الآمنة” من عائداته، ما عكس تناقضا عجيبا في مواقفه إذ كان قد تفاخر قبلها بأيام بأن تركيا الوحيدة التي لا تفكر في الاستفادة من النفط السوري، ليكرر تصريحاته المتناقضة وينفيها كلما اقتضت الظروف.
أردوغان قال إن تركيا طلبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تبادل إدارة حقول النفط في محافظة دير الزور السورية “بدلا أن يديرها الإرهابيون” في إشارة إلى الأكراد، وذكر أن “بوتين يدرس عرض إدارة حقول دير الزور وقد نتقدم بعرض مماثل لترامب”. نقل ذلك صحفيون رافقوا أردوغان خلال رحلة عودته اليوم من بروكسل.
وجاء تصريح أردوغان بعد لقاءه مع بوتين في قمة موسكو التي اتفق فيها الجانبان على وقف إطلاق النار في إدلب.
وكان أردوغان قال يوم 29 فبراير/ شباط الماضي في حديثه باجتماع المشرعين في إسطنبول إن تركيا لا تسعى إطلاقاً لمغامرة في سوريا أو توسعة حدودها، وأنها تريد فقط إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كم شمال سوريا للاجئين، ووجه رسالة إلى دمشق، قائلا “لا داعي لقلق سوريا بشأن النفط أو الأرض، فنحن نريد تأمين حدودنا بمنطقة آمنة”.
تصريح أردوغان الذي أكد فيه أنه لا يطمع في نفط سوريا، سبقه تصريح متناقض تماما في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي خلال مشاركته في المنتدى العالمي الأول للاجئين في جنيف، طرح فيه أردوغان نفس المقترح الذي يعرضه اليوم لضمان سرعة إنشاء مشروع “المنطقة الأمنة” في ظل عدم دعم الاتحاد الأوربي، وقال وقتها: “تعالوا لنستخرج البترول الموجود في هذه الآبار التي يسيطر عليها الإرهابيون في سوريا. ونسكن هؤلاء اللاجئين في المساكن والمدارس التي سنقوم بإنشائها” وقصد أردوغان بالإرهابيين المقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب الكردية.
جاء ذلك بعد أن كرر أردوغان في الأشهر السابقة لهذا الاجتماع الحديث عن أن بلاده الوحيدة التي لم تفكر في الانتفاع من البترول السوري وأن كل ما يهمها حياة الإنسان، وذكر أن تركيا رفضت جميع العروض التي تقترح عليها تقاسم النفط السوري.
ومع تقديم الشركات الروسية عروض لاستخراج النفط السوري، تجدر الإشارة هنا إلى أن وزارة الدفاع الروسية اتهمت الولايات المتحدة العام الماضي بتأمين عمليات تهريب النفط السوري إلى خارج البلاد، ونشرت أدلة على ذلك، مرفقة بصور من الأقمار الصناعية ترصد تحرك صهاريج نفط من سوريا إلى خارج الحدود.
–