إسطنبول (زمان التركية) – في تصريحات تدعم نظرية “الانقلاب المدبر”، قال الكاتب الصحافي التركي أوكان مدرس أوغلو، إن جهاز الاستخبارات التركية (MİT) كان على علم مسبق بمحاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016 وأنه قام بتبكير المحاولة من أجل إفشالها وإحباطها.
قال مدرس أوغلو في مقال نشرته صحيفة “صباح” المملوكة لعائلة أردوغان: “نحن نعلم جيدًا أن تركيا كلما عملت من أجل مصلحتها القومية زادت في وجهها الأزمات والمخاطر. على تركيا في ظل وجودها في نادي الدول العظمى إما أن تستمر في لعبتها أو أن ترضى بالدور الذي كتب لها! عند النظر إلى معادلة سوريا والعراق وشرق المتوسط سنجد أن اختيار تركيا واضح للغاية”.
وأوضح الكاتب أن الحكومة أجرت تعديلات في القانون المنظم لعمل جهاز الاستخبارات بعد عام 2014، وفتحت الطريق أمامه ليقوم بفعالياته بصورة أكثر فعالا، كما منحته صلاحية القيام بالنشاط الاستخباراتي داخل هيكل القوات المسلحة التركية.
الكاتب مدرس أوغلو الموالي لحزب العدالة والتنمية، والذي يعمل بصحيفة صباح، أشار إلى أن الفترة السابقة لانقلاب 15 يوليو/ تموز 2016 شهدت اجتماعات وتحركات مكثفة لجهاز الاستخبارات أجبرت الجنرالات الانقلابيين على تبكير موعد محاولة الانقلاب ومنع حدوثها، على حد تعبيره.
الكاتب أثار بمقاله تساؤلات في أذهان الرأي العام مفادها: “طالما أن جهاز المخابرات كان على علم بالمحاولة الانقلابية وأنه أجبر الانقلابيين على تبكير موعد المحاولة فلماذا إذن تم السماح بسقوط أكثر من 250 مواطنا”.
كما أنه لم يتطرق إلى سبب دعوة الرئيس رجب أردوغان المواطنين إلى الشوارع وسقوطهم قتلى من دون داع طالما أن الأوضاع في الجيش كانت تحت سيطرة جهاز المخابرات.
يُذكر أنه في الرابع عشر من يوليو/ تموز 2016، أي قبل يوم واحد من وقوع الانقلاب المزعوم، عُقد اجتماع في مقر قيادة القوات الخاصة شارك فيه رئيس الأركان خلوصي آكار ورئيس المخابرات هاكان فيدان بجانب قائد القوات الخاصة الجنرال زكائي أكسكالي.
وردا على اعتبار حزب الشعب الجمهوري المعارض هذا الاجتماع الغامض في تقريره عن الانقلاب الفاشل “دليلا قويا” على أن أحداث الخامس عشر من يوليو/ تموز كانت انقلابًا مدبرًا’، برر الجيش والمخابرات التركية اجتماع رئيس الأركان ورئيس المخابرات قبل يوم واحد من الانقلاب بأنه “بسبب ضيق الوقت”، في محاولة منهما لإزالة الشبهات الواردة حول مضمون هذا الاجتماع الثنائي قبيل الانقلاب الفاشل.
وكان الجنرال زكائي أكسكالي قال في وقت سابق: “إن خطوة بسيطة كانت كفيلة بمنع حدوث الانقلاب لكن هذه الخطوة لم تتخذ ليلة الانقلاب، وهي إصدار رئيس الأركان العامة أمرًا للوحدات العسكرية بعدم السماح بخروج أي دبابة إلى الشوارع”، موجهًا أصابع الاتهام إلى رئيس الأركان في ذلك الوقت خلوصي أكار، وزير الدفاع الحالي.
يذكر أن أكار وأردوغان تخلصا من الجنرال أكسكالي عن طريق إحالته للتقاعد ضمن قرارات مجلس الشورى العسكري الأخيرة التي أطاحت بنحو 600 ضابط.
–