أنقرة (زمان التركية) – أشارت تصريحات الرئيس التركي رجب أردوغان هذا الأسبوع حول جهاز الاستخبارات التركي إلى توسع أنشطة هذا الجهاز عما كان عليه سابقا، لدرجة أنه أصبح تهديدا حقيقيا يواجه المعارضين في الخارجي.
وشهدت الفترة الأخيرة زيادة كبيرة في عمليات جهاز الاستخبارات التركي في الخارج بشكل غير مسبوق، وصرَّح أردوغان قبل أيام خلال افتتاح المقر الرئيسي الجديد لجهاز الاتسخبارات في إسطنبول أن جهاز الاستخبارات التركية قلب اللعبة في ليبيا.
أردوغان قال في كلمته الأحد “نشاطنا الفعال في جغرافيا واسعة خاصة في التعامل مع التنظيمات الإرهابية على المستوى الإقليمي، وعلى رأسهم تنظيم داعش، دفع العديد من الدول للتعاون معنا. يوما بعد يوم تزيد أعداد الدول التي تطلب مننا المساعدة في إنقاذ مواطنيهم المختطفين”، مشيرًا إلى أن تركيا أنقذت مواطنة إيطالية اختطف قبل أشهر في الصومال.
ولكن تصريحات أردوغان لم تكن مجرد تفاخر فقط، وإنما جاءت لتكشف مدى التغيير الذي طرأ على قانون جهاز الاستخبارات التركي، حيث كانت مهام الجهاز في السابق قبل تعديل القانون جمع المعلومات من خارج البلاد فقط، ومن ثم تقديمها للجهات المختصة.
واعتبارًا من عام 2014 أصبح الجهاز له الصلاحية للطلب من المؤسسات والهيئات تصاريح وسجلات دخول وخروج المواطنين الأجانب إلى البلاد، وكذلك تأشيرة الدخول، وتصاريح العمل، وأنشطة النفي والترحيل خارج البلاد.
واعتبارًا من عام 2015، ومع انتهاء مفاوضات السلام بين الأكراد والحكومة التركية، زاد جهاز الاستخبارات التركية من عمليات الاختطاف والعمليات النوعية ضد الأشخاص المقيمين في الخارج ويصفهم بأنهم تابعين لحزب العمال الكردستاني أو حركة الخدمة.
الأرقام المعلنة من قبل أردوغان تشير إلى أن التعديلات التي طرأت على الجهاز مكنته من اختطاف وترحيل أكثر من 100 شخص من المعارضين من دول إقامتهم في أفريقيا والبلقان ووسط آسيا إلى تركيا بشكل قسري، ومن ثم ترحيلهم إلى تركيا، خاصة بعد محاولة الانقلاب المزعوم الذي شهدته تركيا في 15 يوليو/ تموز 2016.
يذكر أن العديد من البلدان الأوروبية تتهم أنقرة أيضا باستخدام مؤسسات دينية وإغاثية في القيام بأنشطة استخباراتية على أراضيها، وعلى رأسها مؤسسة ديانات التي تدير العديد من المساجد في ألمانيا والسويد وعدد من الدول الأوربية، ومؤسسة “تيكا” التي تقدم أنشطة إغاثية في العديد من البلدان. كما شهدت الفرة الأخيرة توسط جهاز الاستخبارات التركي للإفراج عن عدد من الرهائن المختطفين من قبل تنظيمات متطرفة، بدلا من الإيقاع بهذه التنظيمات ومساعدة حكومات الدول في القضاء على تهديدها.
–