أنقرة (زمان التركية) – رفع البنك المركزي التركي توقعاته للتضخم هذا العام إلى 8.9 في المائة بعد الأداء السئ لليرة هذا الأسبوع.
وقال محافظ البنك المركزي مراد أويسال في مؤتمر صحفي متلفز عقده اليوم الأربعاء في أنقرة للإعلان عن تقرير التضخم الفصلي للبنك، إن البنك عدل توقعات التضخم لهذا العام من 7.4 في المائة في تقريره الأخير الصادر في أبريل الماضي إلى 8.2 في المائة.
وقال أويسال إن تضخم أسعار المستهلكين، الذي تسارع إلى 12.6 في المائة في يونيو، من المتوقع أن يدخل في اتجاه هبوطي هذا الشهر.
ومع أن أويسال زعم أن السياسة النقدية للبنك المركزي تتماشى مع توقعات التضخم، إلا أنه كان يتوقع أن يتباطأ التضخم إلى 6.2 بالمئة في نهاية العام المقبل، لكنه اضطر إلى تعديل توقعاته.
هذا ويستهدف خفض نسبة التضخم إلى 5 في المئة على المدى المتوسط، لكنه يبدو بعيد المنال في ظل هذه الظروف.
ومع ذلك لا تزال توقعات تركيا لمعدل التضخم بعيدة عن التقديرات الدولية
وهذا الأسبوع توقعت وكالة الصنيف الائتماني ستاندز أند بورز تسجيل معدلات تضخم هذا العام 10.6%، وفي 2021 ستبلغ 9.4%، وأن تسجل البطالة هذا العام 14.3%، و12.4% العام المقبل.
وقالتالوكالة أيضا في تقريرها مؤخرا حول التصنيف الائتماني لتركيا، إنه من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد التركي بنسبة 3.3% بسبب تداعيات كورونا، وأن يتعافى النمو الاقتصادي خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وشهدت الليرة التركية هبوطا حادا خلال الأيام الأخيرة، ووصل سعر صرف الدولار واليورو إلى رقم قياسي، وبحسب تقرير، ضخ البنك المركزي ملياري دولار أمريكي في السوق لوقف نزيف خسائر العملة المحلية.
الدولار كان قد ارتفع أمام الليرة التركية بنحو 1.6%، ليصل إلى 6.97 ليرة تركية خلال تعاملات يوم الاثنين الماضي، وفي تعاملات مساء الثلاثاء شهدت الليرة التركية تراجعًا مفاجئًا، إلا أنها تمكنت من استعادة خسارتها مرة أخرى.
وبحسب هيئة الإحصاء بلغت معدلات البطالة في تركيا 12.8، وارتفعت معدلات التضخم في تركيا إلى 12.6% في يونيو/ حزيران الماضي، بعدما كانت 11.3% في مايو/ أيار الماضي.
وفي ظل هذه الأرقام غير المبشرة، توقعت مؤسسة جولدنمان ساكس (Goldenman) للخدمات المالية والاستشارات، حدوث تقلبات عنيفة لليرة التركية خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وباتت تركيا بالمرتبة الرابعة عشر في قائمة الدول الأعلى في معدلات التضخم حول العالم، ويوما بعد يوم تتقلص فرص الحكومة التركية في تحقيق أهداف نقل معدل التضخم السنوي إلى خانة الآحاد، وهو الوعد الذي قدمه الرئيس رجب أردوغان العام الماضي.
وقبل أيام أعاد الرئيس التركي الحديث عن تصميمه على خفض التضخم إلى خانة الآحاد في أقرب وقت، مشيرا إلى أن محاولات عرقلة نهوض تركيا لن تنجح مهما فعلوا في الداخل والخارج.
وكان أردوغان قال في نوفمبر/ تشرين الماضي إن “التضخم سيتراجع إلى خانة الآحاد بإذن الله مع حلول عام 2020” مستبشرا وقتها بخفض سعر الفائدة من نحو 40 في المئة إلى 13.5 في المئة مع تعيينه المحافظ الجديد للبنك المركزي.الخبير الاقتصادي التركي، عطاء الله يشيل أضا، كان قد نقل الشهر الماضي نقل تحذيرات من أن ارتفاع قروض البنوك منذ مطلع العام الجاري بنحو 20 في المئة قد يؤدي إلى أزمة ديون.