أنقرة (زمان التركية) – قال أكاديمي كندي إن الحكومة الصينية ترتكب مذبحة أمام أعين العالم بحق الأويغور الكازاخستانيين والمجتمعات الإسلامية الأخرى في تركستان الشرقية، تفوق ما فعله هتلر بحق اليهود، إلا أن بكين تنفذ جريمتها ببراعة.
ويرى الأكاديمي الكندي من أصول ألبانية، أولسي يزادي، أن الصينيين نجحوا في عدم ارتكاب الخطأ الذي وقع فيه هتلر فيما يخص اليهود، مفيدا أن الصين نجحت في التستر على جرائمها وكأن شيئا لم يكن بشرائها جزءا كبيرا من الرأي العام الدولي وفي مقدمته الدول المسلمة باستخدام قوتها الاقتصادية.
ويؤكد يزادي أن الدول المسلمة والدول الواقعة تحت جناح الصين ستدرك عندما يحين الوقت مدى خطأ مواقفها في هذه الفترة، التي يُعاد فيها تشكيل تاريخ العالم.
يذكر أن يزادي أحد الأكاديميين الذين دعتهم الحكومة الصينية لدخول تركستان الشرقية ورصد ما يحدث بها.
وخلال المقابلة، التي نُشرت الأيام الماضية، ذكر يزادي أن الصين تعمل على تبرر للعالم معسكرات إعادة التأهيل التي تعتقل فيها مليون شخص من الأيغور للعالم من خلال أكاذيب” قائلا: “الموجودون داخل تلك المعسكرات ليسوا إرهابيين وليسوا متطرفين، بل أن ذنبهم الوحيد هو كونهم مسلمين. الصينيون كانوا يجبرونهم على التخلي عن ثقافتهم التركية ولغتهم ومعتقدهم الإسلامي. ويضغطون عليهم داخل المعسكرات بتقديم أطعمة غير حلال ومشروبات كحولية ويجبرونهم على إعلان الولاء للعقيدة الشيوعية”.
وأضاف يزادي أن الحكومة الصينية نجحت في القضاء على الثقافة التركية والإسلامية في تركستان الشرقية من مجازر ارتكبتها، بل وأنها فاقت النازيين الذين قتلوا 6 ملايين من اليهود قائلا: “يتم تحويل الأويغور والتركمان والتتار والكازاخستانيين والفيرغيرستانيين في تركستان الشرقية إلى صينيين بالقوة. الصين تنجح جيدا في إخفاء هذه المذبحة، بل وأنها نجحت في عدم ارتكاب الخطأ الذي وقع فيه هتلر فيما يخص اليهود، حيث شرت ذمم بعض الدول الإسلامية بفضل علاقاتها الاقتصادية للتستر على تلك الجريمة”.
وتواجه تركيا حاليا تركيا اتهاما بالتخلي عن قضية الأويغور ذوي الأصول التركية بعدما كانت تدافع عنهم سابقا، إذ تحولت علاقات أنقرة نحو بكين بشكل جذري في الفترة الأخيرة.
وحسب تقرير لصحيفة (صنداي تليجراف) بات نحو 50 ألف مواطن من الأيغور يقيمون في تركيا غير آمنين، إذ خرقت تركيا في الآونة الأخيرة مبدأ عدم تسليم الأيغور إلى الصين، عبر اتباع أسلوب مكن الصين في النهاية من ترحيل الأيغور إلى “معسكرات التأهيل” سيئة السمعة.
وقال تقرير للصحيفة البريطانية إن اعتماد تركيا الاقتصادي المتزايد على بكين يضر بقدرتها على تحمل الضغط الصيني وحماية الأويغور الذين فروا من إقليم شينجيانغ.
وبينما ترفض تركيا إعادة اليوغور مباشرة إلى الصين، يقول نشطاء إنه يتم إرسالهم إلى دول ثالثة، مثل طاجيكستان ومن هناك، يسهل على الصين تأمين تسليمهم.
وكجزء من مشروع بكين للحزام والطريق، استثمرت الشركات الصينية المليارات في تطوير البنية التحتية التركية، وتهدف بكين إلى مضاعفة الاستثمارات إلى أكثر من 6 مليارات دولار بحلول نهاية العام المقبل.
ووفق الصحيفة فإن هذا التحسن في العلاقات واعتماد أنقرة المتزايد على استثمار بكين جاء على حساب الأويغور الذين يبلغ عددهم في تركيا حوالي 50 ألف شخص.
كما تحرص تركيا على تحسين مكانتها الدولية بشأن كيفية تعاملها مع “الإرهابيين” وسط مزاعم بأنها كانت لينة مع الجهاديين الأجانب الذين يسافرون إلى سوريا في السنوات الأولى من الحرب الأهلية السورية.
وعرضت صحيفة صنداي تلغراف وثائق المخابرات الصينية المقدمة من وزارة الأمن العام الصينية كجزء من طلبات التسليم التي تستند إلى اتهامهم بأنهم “مشتبه بكونهم إرهابيون”. واستنادا إلى أن مئات من الأويغور سافروا إلى سوريا للانضمام إلى الجماعات الجهادية الأويغورية، تركز التهم على ذلك.
وقضى عشرات من الأويغور أشهرًا في مراكز الاعتقال والترحيل في أنحاء تركيا بدون تهمة نتيجة المطالب القضائية الصينية.
وعلى الرغم من أن تركيا اتبعت سياسة عدم ترحيل الأويغور إلى الصين، حيث من المحتمل أن يواجهوا الاحتجاز أو الموت، فقد كشفت صحيفة الصنداي تلغراف عن أدلة على أن الصين نجحت في ترحيل الأويغور إلى دول ثالثة. ثم يعتقد أنهم سيرسلون إلى الصين.
–