إسطنبول (زمان التركية) – لطالما روج النظام الحاكم في تركيا واستخدم فرضية تقول إنه تم تسريب أسئلة امتحانات القبول في الكليات العسكرية والوظائف الحكومية العامة إلى منتمين لحركة الخدمة لكي تكون سندا وأساسا لاتهام الحركة باختراق مؤسسات الدولة وفصل وسجن الآلاف من الموظفين والطلاب العسكريين، إلا أن هناك وقائع كثيرة فندت هذا المدعى من ألفه إلى يائه، كان آخرها حصول مسجون منهم على الدرجات الكاملة في الامتحانات داخل السجون.
اللواء البحري جهاد يايجي الذي استقال -أو أقيل- مؤخرا من منصبه تسبب في فصل المئات من العسكريين في القوات البحرية، بعد اتهامه إياهم بالحصول على إجابات مسربة لامتحانات القبول، خاصة أن كثيرًا من هؤلاء الضباط المفصولين حصلوا على أعلى الدرجات في اختبارات القبول.
اللواء جهاد يايجي كان قد شارك في برنامج تليفزيوني واتهم عددا من الضباط المفصولين بالانتماء لحركة الخدمة وتسريب أسئلة الاختبارات للمتقدمين لشغل وظائف بالقوات البحرية.
إلا أن العميد خالص تونتش رد عليه بإجابة صادمة، حيث كشف أن أحد الضابط المفصولين من القوات البحرية دنيز آي حصل على العلامة الكاملة (100) في امتحان اللغة الأجنبية الذي عقد في عام 2019 ودخله في ظروف السجن السيئة، بعدما حصل على 97.5 من 100 في امتحان عام 2012 وعلى 93 من 100 في امتحان 2014، معقبًا بقوله: “بالله عليكم كم شخصًا في تركيا يحصد العلامة الكاملة في امتحان اللغة الأجنبية، لكن زميلي الضابط دنيز آي حصدها رغم الظروف السيئة في السجن التي لا يسمح لهم باقتناء كتب الدراسة؟!”.
وتطرق العميد خالص تونتش إلى مزاعم اللواء جهاد يايجي بأن المتهمين بالانتماء إلى حركة الخدمة سرقوا أسئلة امحانات اللغة الأجنبية ولذلك نجحوا في الامتحان، مجيبًا عليه بالقول: “هل سرق الضابط دنيز آي تلك الأسئلة وحصل على العلامة الكاملة في الامتحان وهو في السجن يا ترى؟”.
كما أعاد العميد تونتش للأذهان ادعاءات يايجي الخاصة بأنه من أعد بنفسه أسئلة امتحانات اللغات العربية والتركية والإنجليزية، ثم عقب عليها قائلًا: “إنه لا يعرف اللغة العربية. ولا يوجد ضابط يجيد اللغة العربية في القوات البحرية ليعد اختبارًا باللغة العربية أساسًا”.
يايجي كان زعم أيضًا بأنه “مهندس الاتفاقية التركية الليبية البحرية” لترسيم الحدود، إلا أن العميد تونتش رد عليه قائلًا: “صحيح أن الاتفاق تم الإعلان عنه في مايو/ أيار 2019. ولكن القوات البحرية لا علاقة لها ببداية مشروع التوقيع على الاتفاق المشترك مع ليبيا. وقد تم تعيين جهاد يايجي في القوات البحرية بعدما بدأ المشروع وهو بدأ بعد ذلك يشارك في الدراسات المعنية بالافاق التركي الليبي”.
وفي إطار رده على مزاعم اختراق أفراد حركة الخدمة لمؤسسات الدولة، قال خالص تونتش إن “فتح الله كولن قال إن تشجيع أي إنسان لأفراد شعبه على دخول بعض مؤسسات بلاده في إطار القانون لا يمكن تسميته بـ”الاختراق”، حيث إن المشجَّعين على دخول هذه المؤسسات هم أفراد الشعب التركي، ومواطنو الدولة التركية، والمؤسسات هي مؤسسات هذا الشعب وهذه الدولة. ومن ثم أضاف بقوله: “إن الاختراق الحقيقي في تركيا جرى فعلاً في فترة معينة على أيدي شرذمة قليلين مِمَّن ليسوا من الأمة التركية. فالذين يتهمون اليوم أبناء الأمة التركية باختراق دولتهم ربما يسعوْن للتستر على اختراقهم الحقيقي للدولة التركية. ولعل قلقهم نابع من أن أبناء هذه الأمة لاحظوا اختراق هذه المجموعات الأجنبية لمؤسسات دولتهم. فالأتراك لا يخترقون مؤسسات دولتهم، بل الدخول إليها والتوظيف فيها حق قانوني ومشروع لهم، فهم يستطيعون أن يدخلوا إلى السلك السياسي والقضائي والجيش والاستخبارات والخارجية في إطار القوانين واللوائح الخاصة بتلك المؤسسات الرسمية دون أي مانع”.
–