إسطنبول (زمان التركية) – كشف الكاتب الصحفي المخضرم فهمي كورو، أن رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي ورئيس حزب الوطن دوغو برينجك هما من يدفعان زعبم حزب العدالة والتنمية لاتخاذ قرارات مثيرة في الفترة الأخيرة.
الكاتب الصحفي المخضرم فهمي كورو المقرب من الرئيس الأسبق عبد الله جول، ألمح إلى أن هناك محاولة من الرجلين لاستدراج الرئيس رجب أردوغان إلى داخل فخ للتخلص منه واحتكار السلطة.
وقال فهمي كورو إن نظام حزب العدالة والتنمية فشل في أسلمة المجتمع التركي، ولن يغير قراره الخاص بأيا صوفيا شيئًا في المجتمع والواقع الاجتماعي.
أضاف: “حليفي أردوغان بهجلي وبرينجك هما من يوجهان حزب العدالة والتنمية لإصدار قرارت مثل آيا صوفيا والرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأشار كورو إلى أن حزب العدالة والتنمية يتعامل وفقًا لاستراتيجيته المتجاهلة للدولة التقليدية الحاكمة منذ عقود، وأن أردوغان وأنصاره بدأوا يقولون منذ عام 2010: “نحن الدولة”، وأضاف: “أردوغان لديه العديد من القرارات السياسية المؤجلة، يقوم بتطبيقها الآن واحدًا تلو الآخر وكأنه ينفذ قائمة من القرارات وفق الظروف السائدة”.
وتابع: “إلا أن سياسة أردوغان لم تنجح في أسلمة المجتمع، وعدد الإسلاميين في المجتمع قليلون جدا، وهذا الواقع لن يتغير بفتح آيا صوفيا للعبادة”.
وكان المحلل السياسي التركي محمد عبيد الله قال تعليقًا على خطوة أردوغان فتح أيا صوفيا للعبادة خلال مداخلة هاتفية مع قناة “صدى البلد” المصرية: “من الممكن أن أردوغان ينفذ أجندته السياسية الذاتية من خلال اتخاذ مثل هذه القرارات، لكن ليس من المستبعد أن يكون حليفاه القوميان المتطرفان زعيم حزب الحركة القومية اليميني دولت بهجلي وحزب الوطن اليساري دوغو برينجك، يستدرجانه إلى مكيدة من خلال مثل هذه القرارات المستفزة، ليرفعا عند أول فرصة قضية ضده بتهمة تحويل النظام العلماني الأتاتوركي إلى النظام الإسلامي في البلاد من أجل اختطاف السلطة من يده بشكل كامل، وذلك نظرًا لأن بهجلي يمثل الجناح الأطلسي للدولة العميقة وبرينجك جناحها الأوراسي.. والدولة العميقة ليست لديها أجندة إسلامية بل هي تعارض أدنى تظاهر للدين في القطاع العام بل الخاص أيضًا”.
وأفاد عبيد الله أيضًا أن الدولة العميقة دأبت طيلة تاريخ الجمهورية على استغلال الصراع بين ممثلي “الإسلام السياسي” و”العلمانيين”، وإثارة مخاوف القيادات المتنفذة في الجيش وأجهزة الدولة الحساسة من خلال فزاعة “الرجعية الدينية الساعية إلى هدم أسس الدولة العلمانية”، وذلك من أجل قمع ما يمكن وصفه بـ”الإسلام المدني” أو “الإسلام الاجتماعي” أو “التدين الشعبي” من جانب، وإعادة تصميم “الدولة” وإرجاعها إلى ضبط مصنعها، أي جذورها الكمالية، متهمًا أردوغان بالتحول إلى أداة يركبها جناحا الدولة العميقة ويحقق أهدافهما.
–