إسطنبول (زمان التركية) – كشفت مصادر مطلعة داخل الحكومة التركية أنه قد تم إعداد خطة مكونة من مرحلتين عسكرية ودبلوماسية للتعامل في المرحلة المقبلة مع قرار البرلمان المصري إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.
وصوت البرلمان المصري خلال جلسة سرية أمس الاثنين، على تفويض القوات المسلحة المصرية بالتدخل العسكري في ليبيا لحماية الأمن القومي للبلاد.
المصادر كشفت أن أنقرة تراقب تبعات قرار البرلمان المصري عن كثب.
الكاتب الصحافي جتينار جتين قال في تقرير بموقع “خبر تُرك” الإخباري إن تركيا ستتابع كافة التحركات العسكرية داخل ليبيا في الفترة المقبلة متابعة وثيقة بنفسها.
وذكر أن زعماء 14 قبيلة ليبية توجهوا إلى مصر خلال الأسبوع الماضي لطلب التدخل العسكري المصري في ليبيا للوقوف أمام أي هجمات تشنها الميليشيات المسلحة على الأراضي الليبية، مشيرًا إلى أن موافقة البرلمان المصري على التحرك باتجاه ليبيا من المتوقع أن يزيد من حدة التوترات في المنطقة خلال الفترة المقبلة.
حسب التقرير، أرسلت القوات المسلحة المصرية قوات عسكرية إلى نقطتين قريبتين من الحدود مع ليبيا، قبل شهرين، استعدادًا للتدخل، حيث أن مصر بدأت تحركاتها العسكرية فور إعلان تركيا إرسال خبراء ومستشارين عسكريين أتراك إلى ليبيا.
التقرير فال نقلا عن مصادر دبلوماسية ليبية رفضت الكشف عن هويتها، إن مصر لن تستطيع التدخل العسكري في ليبيا بمفردها، وأن فرنسا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وروسيا هي التي تجر القاهرة للتورط في ليبيا عسكريًا، على حد تعبير الكاتب.
وكشفت المصادر التركية أن تركيا مستعدة للرد على أي هجوم تتعرض لها قواتها المتواجدة في ليبيا مهما كان الطرف الذي قام بالهجوم، مؤكدة أنه في حالة إرسال مصر قوات عسكرية إلى ليبيا فإن تركيا لديها خطة لزيادة قواتها ومعداتها العسكرية الموجودة في ليبيا للوقوف في وجه القوات المصرية.
وعبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، عن أن بلاده لا ترغب في تصعيد التوتر ومواجهة مصر في ليبيا، لكنه أكد في الوقت ذاته على دعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.
وقال كالن: “عند النظر إلى المشهد العام هذا، يتضح عدم وجود نية لدينا بمواجهة مصر أو فرنسا أو أي بلد آخر هناك (في ليبيا)”.
الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي في طبرق عبدالله بليحق، قال في بيان إن قرار البرلمان المصري يأتي “دعماً لأشقائهم في ليبيا من أجل المضي قدماً في الحفاظ على أمن ليبيا ومصر والمنطقة من الأطماع الاستعمارية التركية، التي تهدف لنهب ثروات المنطقة، وبث الفوضى، والخراب وعدم الاستقرار، وسيُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار وإفشال مشروع المليشيات والفوضى الذي تدعمه تركيا وغيرها من الدول الداعمة لهذا المشروع”.
ويوم السبت الماضي قال تقرير لوكالة (رويترز) إن مقاتلي حكومة الوفاق الليبية يقتربون من مدينة سرت لاستردادها، وأفادت أن قوات حكومة الوفاق الليبية تحركت برفقة دبابات ونحو 200 مدرعة من مدينة مصراتة صوب مدينة تاورغاء القريبة من سرت.
وكانت مصر حذرت من تخطي خط سرت – الجفرة، وقالت إنه يعتبر خط أحمر بالنسبة للأمن القومي المصري.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تصريحات الشهر الماضي، إن القوات المسلحة المصرية مستعدة للدفاع عن الأمن القومي للبلاد من خلال عمليات داخلية أو خارجية، وأن سرت – الجفرة تعتبر خطا أحمر بالنسبة للأمن القومي المصري.
–