إسطنبول (زمان التركية) -صدر حكم بالسجن 19 عامًا و6 أشهر بحق الكاتب الصحافي التكي محمد بارانصو، في ثلاثة تهم مختلفة، من بينها الانتماء لتنظيم إرهابي، بسبب نشره تقاريرا استقصائية ضمن عمله الصحفي تتناول أسرار محاولة انقلاب المطرقة “باليوز”.
الدائرة الثانية من محكمة الجنايات في مدينة مرسين، نظرت القضية التي يحاكم فيها 70 متهمًا من بينهم الصحفي محمد بارانصو، ضمن تحقيقات بتهمة الانتماء لحركة الخدمة.
محمد بارانصو المعتقل منذ عام 2015 طلب في الجلسة الأخيرة من محاكمته الإفراج عنه وتبرئته من التهم الموجهة له، إلا أن المحكمة أصدرت في حقه حكمًا بالسجن عامين بتهمة انتهاك السرية، و4 سنوات أخرى بتهمة الإفصاح عن معلومات محظورة.
كما أصدرت حكمًا بسجنه 13 عامًا و6 أشهر بزعم انتمائه لتنظيم إرهابي مسلح، ليصل إجمالي فترة العقوبة 19 عامًا و6 أشهر.
برانصو اشتهر بارانصو بعد كشفه النقاب عن وجود شبكة داخل الجيش التركي تخطط منذ عام 2003 للإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية في عملية عرفت بـ “باليوز” أو “المطرقة الثقيلة”، وكانت القضية المرفوعة ضد المتورطين في هذه الخطة أسفرت عن اعتقال كبار الضباط، معظمهم من المتقاعدين. ومع أن أردوغان ساند هذه القضية وأمثالها من القضايا الأخرى كقضايا الدولة العميقة “أرجنكون”، إلا أنه تخلى عن ذلك بعدما تحالف مع أعدائه القدماء من أعضاء أرجنكون عقب تحقيقات الفساد والرشوة في 2016، وأخرج المتهمين من السجن في 2014، وبدأوا جميعا ينفذون عمليات للانتقام من كل من ساهم في هذه القضايا من قادة الأمن والمدعين العامين والقضاة والصحفيين.
كما كان برانصو قد كشف أن آلاف المنتجات المعدلة وراثيًا ضخت إلى الأسواق في عام 2010 من خلال تقديم عينات متلاعب بها لإجراءات التحليلات اللازمة، وأن العاملين المختصين في الدولة لم يذهبوا للحصول على العينات من المنتجات بأنفسهم، وحصلوا على رشاوي من الشركة.
وكان الكاتب الصحفي المخضرم أورهان كمال جنكيز كتب مقالا في عام 2015 بعنوان “ما سبب اعتقال بارانصو” فند فيه كل حجج السلطة السياسية بقيادة أردوغان لاعتقال الصحفيين بدعوى “الكشف عن الملفات السرية للدولة”. وفيما يلي ما جاء بالمقال:
“الصحافة ليست مهاترات في القصر وليست أداة لتسلية الزعيم. وكذلك الصحفي ليس كاتم أسرار الدولة، ولا يخضع لأوامر الحاكم فيما ينشره أو لا ينشره، وما يحلله أو لا يحلله من القضايا.
فما هي التهمة الموجهة لمحمد بارانصو؟
إنهم يتهمونه بتخريب الوثائق السرية للدولة واستخدامها لغير غاياتها، والحصول عليها عن طريق الخداع، أو سرقتها…
ومن ناحية أخرى يسألونه ممن حصلت على هذه الوثائق؟
ولا يقولون: “كيف دخلت إلى هيئة الأركان العامة وسرقت الوثائق؟” ولا يقولون “ثمة أدلة على أنك سرقت هذه الوثائق”.
أي إن التهمة الأساسية الموجهة للكاتب الصحفي بارانصو هي الحصول على الوثائق ونشرها. والحصول على مثل تلك الوثائق ونشرها يُسمى في كل بقاع الأرض بالصحافة أو العمل الصحفي. وإن الصحفيين ليسوا مضطرين للإفصاح عن مصادر الخبر. فالحفاظ على أسرار الدولة هي من مهمة الدولة لا الصحفيين”.
–