القاهرة (زمان التركية)ــ تحت عنوان (كربلائية جديدة يصنعها أردوغان من ذكرى مسرحية الانقلاب) نشر موقع “حفريات” تقريرا مطولا يصف فيه الأجواء السياسية للذكرى الرابعة على انقلاب 2016 في تركيا، الذي يصفه قسم كبير من المعارضة بأنه كان مدبرًا.
ولفت التقرير إلى أن ذكرى الانقلاب شهدت “احتفاءً كبيراً من حزب العدالة والتنمية، ورئيسه أردوغان، تزامناً مع تراجع شعبية الحزب بشكل كبير في الداخل، والإجماع الدولي الكبير ضدّ الأطماع التركية في ليبيا وسوريا وشرق المتوسط.
التقرير الذي أعده الصحفي حامد فتحي رصد ما وراء المبالغة في الاحتفال بالذكرى، قائلا إن “اتساع الاحتفالات بالذكرى وضخامتها هي محاولة لترميم شعبية أردوغان وحزبه، وابتزاز الشعب التركي، الغاضب من تردّي الأوضاع الاقتصادية، وقمع أصوات المعارضين لسياسات أردوغان الخارجية”.
أضاف “فضلاً عن ذلك؛ يستغلّ أردوغان الذكرى السنوية للانقلاب المزعوم في تمثيل دور الضحية، لابتزاز العواطف التركية التي لها ماضٍ سيّء مع الانقلابات العسكرية”.
واختار الكاتب وصف “كربلائية” للتعبير عن مشاركة المساجد التركية هذا العام في الاحتفال؛ بإذاعة أدعية وصلوات من مكبرات الصوت من 90 ألف مسجد، فيما يشبه الطقوس الدينية الشيعية في كربلاء العرقية بذكرى وفاة الحسين عليه السلام.
وفي التقرير يقول الصحفي والمترجم من التركية، عبد الله منصور: “يوظف أردوغان وحزبه ذكرى الانقلاب المزعوم في ترميم شعبيته المتآكلة، التي تدنت إلى 30%، مقابل ارتفاع شعبية حزب الشعب الجمهوري”.
ويضيف منصور،: “لا يهتم الشعب التركي بهذه الذكرى كثيراً، ولولا حشد حزب العدالة والتنمية، وتنظيم الفعاليات، لما أحيى الأتراك الذكرى؛ كون أغلبهم يشكّكون في جديتها، ويرون علاقة لأردوغان بها”، ويؤكد منصور؛ أنّ “كثيرين ممن سألهم من الأتراك عن الانقلاب يشكّون في جديته، لكنّهم لا يقدرون على التصريح بذلك خوفاً من الأمن التركي”.
الذكرى سبقها، بأيام معدودة، تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، ويرى الصحفي عبد الله منصور؛ وجود علاقة بين الحدثين؛ فالأول لكسب مشاعر المحافظين، والثاني لكسب مشاعر القوميين،
ويدعم ذلك وجود شكوك من مراقبين حول احتمال دعوة أردوغان إلى انتخابات رئاسية مبكرة، كي يستفيد من الحقّ الدستوري له في الحصول على فترتين رئاسيتين كاملتين، غير التي يشغلها، حال الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.
ورغم مضيّ أربعة أعوام على الانقلاب الفاشل، إلّا أنّ تقرير اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق حوله لم يظهر بعد، بسبب الحظر الذي فرضه أردوغان على التقرير، كونه على الأقل سيظهر تواطأه في استغلال الانقلاب، على حساب أرواح 251 شخصاً، من الجيش والمدنيين، لقوا مصرعهم، فضلاً عن مئات الجرحى.
ويقول منصور في هذا السياق: “رفض كلّ من وزير الدفاع الحالي، ورئيس أركان الجيش في 2016، خلوصي أكار، ورئيس المخابرات التركية، هاكان فيدان، المثول أمام لجنة تقصي الحقائق البرلمانية، رغم طلب اللجنة ذلك منهما”.
–