أنقرة (زمان التركية) – حذرت وكالة فيتش الدولية للتصنيف الائتماني في تقريرها بشأن البنوك في الدول النامية من الزيادة المتسارعة جدا في القروض العقارية.
وأفاد جيمس واتسون، أحد مدراء الوكالة، أن كفاءة أصول البنوك ستتراجع مع الاقتراب من نهاية العام الجاري، قائلا: “لو ألقينا نظرة على أرقام القطاعات والبنوك فإن الوقت لا يزال مبكرا كي تعكس الأرقام تأثير أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد على كفاءة أصول البنوك”.
أضاف “هذا الأمر يستغرق القليل من الوقت، لكن في الوقت نفسه هناك إجراءات اتخذها المنظمون. حاليا يقدمون بعض التسهيلات في عمليات السداد ويقدمون للبنوك بعض المرونة. نترقب رصد بعض التدهور في كفاءة أصول البنوك في النصف الثاني من العام الجاري وقد يمتد هذا الوضع حتى عام 2021”.
وأضاف واتسون أن تركيا ضمن الدول التي تم رصد مخاطر فيها وأن هذا الأمر قد يطال الهند في القارة الأسيوية قائلا: “المخاطر هي تضاعف كفاءة أصول البنوك. هذا الأمر تسبب في خفضنا التصنيف الائتماني لبعض البنوك. تايلاند وإندونيسيا من الدول التي قد تشهد تراجعا كبيرا في كفاءة أصولها البنكية ويتحول الأمر فيها إلى أزمة. ويمكنني القول إن الأمر سيطال قطر والإمارات في الشرق الأوسط، فكلاهما تمتلكان قطاعات حساسة بعض الشيء ويمكنني القول إنهما تعانينا، من مشاكل كهذه في قطاع العقارات. الأمر أيضا قد يطال تركيا، فهي تشهد زيادة سريعة جدا في القروض. وقد يحدث الأمر نفسه في البرازيل”.
وقال مراقبون إن حكومة حزب العدالة والتنمية تريد التغطية على الأزمة الاقتصادية الحالية لعقد انتابات مبكرة دون ان تواجه سخطًا شعبيا، لذلك تتيح القروض للمواطنين بشكل موسع.
وكان نائب رئيس تكتل نواب حزب الخير القومي المعارض في البرلمان التركي توركان وجه انتقادات في هذا الصدد قائلا: “في ظل الظروف الحالية من الصعب أن نفهم للوهلة الأولى ما يعنيه أن تقول للمواطن المكتوي بالديون : اشترِ منزلك اليوم، وابدأ في الدفع بعد 12 شهرًا بقرض الرهن العقاري… لذلك يبدو أنهم سيأخذون البلاد إلى صناديق الاقتراع قبل أن يبدأ الناس في سداد القروض التي حصلوا عليها”.
الخبير الاقتصادي التركي، عطاء الله يشيل أضا، كان قد نقل الشهر الماضي تحذيرات من أن ارتفاع قروض البنوك منذ مطلع العام الجاري بنحو 20 في المئة قد يؤدي إلى أزمة ديون.
وأوضح يشيل أضا أن أكثر ما يقلقه هو أن تشهد تركيا موجة قروض جنونية بتشجيع من الحكومة وهيئة التنسيق والرقابة البنكية.
وخلال مقطع فيديو على موقع يوتيوب تناول يشيل أضا ما حذر منه الخبيران الاقتصاديان، كينيث روجوف وكارمن رينهادت، حول وقوع أزمة ديون نتيجة لتزايد القروض بشكل أكبر من سرعة النمو الطبيعية للاقتصاد.
هذا وزعم يشيل أضا أن اقتراض الخزانة بشكل سريع يعكس استعدادا لانتخابات مبكرة.