أنقرة (زمان التركية)ـــ هاجم الرئيس التركي رجب أردوغان، من سماهم “لوبي الخائفين” بسبب التشكيكات في حقيقة إنتاج تركيا سيارة محلية الصنع بالكامل، بينما لم يقدم ما يضحد مزاعمهم.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان قدم السيارة التركية الكهربائية “TOGG” للعالم، خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على أنها أول سيارة وطنية تركية، محلية الصنع بالكامل.
وأمس السبت، أعلن أردوغان عن البدء في تشييد مصنع السيارة التركية “TOGG”، في ولاية بورصة غرب البلاد، والذي سيستغرق نحو عامين قبل بدء أول إنتاج.
قال أردوغان في كلمته إن “لوبي الخائفين” لم يهدأ بتاتا في محاولة إبقاء تركيا تابعة للخارج، بإحباط الهمم من خلال ممارسة دعاية بأن تركيا لن تتمكن من صناعة السيارة وبيعها.
ووصف البدء في بناء مصنع السيارة بأنه “رد على من حاولوا إحباط هذا المشروع وهو في طور التصميم”.
وأضاف أردوغان: “الدول المنزعجة من تنامي قوة تركيا وزيادة ثقتها بنفسها، بدأت حملة دعاية سوداء لتشويهها”.
وأردف: “كافة أبناء شعبنا تبنوا مشروع صناعة السيارة التركية، لأنها انعكاس لقوة دولتنا وقدرتها الإنتاجية”. وفق وكالة الأناضول.
وأعرب عن ثقته بأن مشروع السيارة المحلية سيكون “رمزا لرؤية تركيا نحو التحول إلى دولة قوية ومبتكِرة، ومصدر إلهام للأجيال الشابة”.
ولم يرد أدوغان على المعلومات التي تقول، إن مصنع السيارة التركية سيكون دوره تجميع الأجزاء الأساسية للسيارة بعد تصميمها وتصنيعها بالخارج.
وحدد الرئيس التركي مدة 18 شهرا للانتهاء من بناء المصنع، وإطلاق السيارة للاستخدام نهاية 2022، قائلا: “وبهذا سيكون أول مصنع سيارات في أوروبا يبدأ إنتاجه بصناعة سيارات رياضية كهربائية متعددة المهام”.
وشدد على استعداد تركيا لدخول نادي الأفضل في العالم بتنوع منتجاتها، وقدراتها التكنولوجية، ونماذج أعمالها ومنظومة توريد المنتجات.
وأوضح أن المنشأة لن تكون مجرد مصنع، بل مجمعا يشتمل على عدة مرافق صناعية من شأنها أن تغير مفهوم المصنع جذريا في أذهان الناس.
وبيّن أنه سيتضمن كافة مراحل التصنيع وصولا إلى بيع السيارات للمواطنين مباشرة، وذلك باشتماله على أقسام التطوير والبحث والتصميم، والإنتاج التسلسلي، والاختبار من قبل الزبائن.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا قادرة في المرحلة القادمة على إنتاج بطاريات “ليثيوم” من أجل سيارتها الكهربائية.
والأسبوع الماضي سخر مقدم البرامج التركي في قناة (خبر ترك) فاتح ألتايلي من إسناد تصنيع مكونات أول سيارة تركية “محلية الصنع” إلى شركة ألمانية مقابل 250 مليون يورو بعدما أعلنت السلطات أنها ستكون محلية الصنع كليا.
وبعدما تبين أن تصميم السيارة الخارجي إيطالي، اتضح أيضا أن المكونات الداخلية للسيارة التركية، التي سيتم إنتاجها ستكون ألمانية الصنع.
وقال فاتح آلتايلي في مقال إن الشركة الألمانية ستحصل على 250 مليون يورو “ومن ثم ستعلنون وكأن الأمر تم إنجازه بمهارة -تركية- فذة”.
هيكل إيطالي ومكونات ألمانية
وواصل الكاتب حديثه ساخرا: “أهنئ مجموعة شركات صناعة السيارات في تركيا ومدرائها على هذه الحملة والاتفاقية المحلية. ممتن كثيرا للجهود التي بذلوها من أجل سياراتنا المحلية الصنع ذات الهيكل الخارجي الإيطالي الصنع والمعدات الداخلية الألمانية الصنع!”.
وبهذا سيقتصر دور المصنع التركي على تجميع مكونات السيارة التركية المزعوم انها محلية الصنع.
وكان المدير التنفيذي لشركة “TOGG” جورجان كاراكاش، كشف الستار عن الشركات الأجنبية المشاركة في إنتاج السيارة التركية الأولى، التي قدمها الرئيس رجب أردوغان العام الماضي، على أنها محلية الصنع بالكامل.
جورجان كاراكاش قال في تصريحات صحافية: “نتفاوض مع شركة Bosch الألمانية من أجل إنتاج المحرك الكهربائي للسيارة. كما وقعنا على اتفاقيات سرية مع 6 شركات كبيرة في الصين لإنتاج البطاريات. وسيتم الاتفاق مع شركة واحدة منها. كما اخترنا شركة “EDAG” الألمانية للهندسة، كشريك تكنولوجي فيما يتعلق بالاندماج في السيارة”.
وقال “كذلك شركة “Myra” الإنجليزية، هي أحد شركائنا أيضًا فيما يتعلق بالهيكل والأجزاء السفلية من السيارة. واتفقنا مع الإيطاليين من أجل التصميم. نحن نبحث عمن يقوم بهذا العمل بأفضل شكل في جميع أنحاء العالم. وسننتهي من اختيار الموردين خلال شهر أبريل/ نيسان أو مايو/ أيار. سنجلب التكنولوجيا إلى بلدنا وسننظر مع من سيمكننا التنفيذ. أجرينا أبحاثًا بمبالغ ضخمة. ننظر للتكلفة إذا كنا سننتج في تركيا أو في دولة أخرى”.
يشار إلى أنه في ديسمبر/ كانون الأولي خلال حفل تدشين السيارة الذي حضره الرئيس أردوغان، كان قد تم جلب السيارة المشاركة في العرض من إيطاليا.
وقالت تقارير إن نموذج السيارة TOGG C-SUV الذي عرض العام الماضي، إيطالي الصنع وسبق عرضه في جنيف عام 2017 لصالح منتج صيني، ثم عرض في العام التالي في مدينة شنغهاي الصينية.
وكان أردوغان قال “سنشيد المصنع الخاص بهذه السيارة في منطقة جمليك عام 2021، وسيبدأ في الإنتاج عام 2022، وبحد أقصى سنتمكن في عام 2030 من ركوب سيارة محلية وطنية موديل 2020”.
–