إسطنبول (زمان التركية) ــ يصدر خلال أيام تزامنا مع الذكرى الرابعة لانقلاب عام 2016 في تركيا، كتاب جديد بعنوان “قصة تركيا بين أردوغان الأول والثاني” يقدم سردًا وتحليلاً للوقائع والأحداث التي شهدتها تركيا من تسعينات القرن المنصرم حتى العشرينات من الألفية الثالثة على وجه الخصوص، مع خلاصة موجزة لأهم أحداث تركيا الحديثة قبل ظهور أردوغان.
الكتاب من تأليف الكاتب والمحلل السياسي التركي ياوز أجار الذي يسعى لإماطة اللثام عن الخطوات التي اتخذها أردوغان “الثاني” وقضى بها على “النموذج التركي الجامع بين الديمقراطية والإسلام” في سبيل تأسيس سلطنته الشخصية، ويعتبر الكتاب إضافة للمكتبة العربية التي تفتقد لمؤلفات تتناول بعمق تحولات تركيا السياسية في العقدين الأخيرين، ومرجعا هاما للباحثين والمحللين العرب.
صفحات الكتاب تزيد عن 700 صفحة، ويتألف من ستة أقسام؛ يتناول القسم الأول تقليد وظاهرة الدولة العميقة مع جذورها التاريخية الممتدة إلى العهد العثماني لالتقاط الخيط من بدايته. في حين يتناول القسم الثاني أحداث العقد الأول (2001 – 2013) من حكم أردوغان الذي كان فيه متحالفًا مع ما يمكن تسميته بـ”القوى الديمقراطية” في الداخل، وحلف شمال الأطلسي والدول الغربية في الخارج، ويتبنى سياسة “صفر مشاكل مع الجيران”. بينما يرصد القسم الثالث أحداث العقد الثاني لأردوغان (2013 – 2020) حيث سلك طريقًا جديدًا مخالفًا لما بدأه تمامًا وبات يتعامل مع ما يمكن أن نطلق عليه “القوى المارقة” في الداخل، مثل الدولة العميقة بنوعيها القديم والجديد (تنظم غلاديو القومي اليميني وأرجنكون القومي اليساري)، ومترنحًا بين المعسكرين الأطلسي والأوراسي، بل أكثر انحيازًا إلى المعسكر الثاني، والذي فقد فيه أردوغان كل حلفائه ورفقائه القدماء، وأصبحت تركيا دولة معزولة في المنطقة والعالم.
والقسم الرابع يتطرق إلى حروب أردوغان الداخلية والخارجية التي خاض في غمارها ليضمن بقائه في السلطة رغم أن تركيا كانت في غنى عنها، كالانقلاب المزعوم في عام 2016، وحروبه في سوريا وليبيا، وعملياته العلينة والسرية الأخرى في عموم المنطقة، بينما يركز القسم الخامس على التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه أردوغان.
أما القسم السادس والأخير فيتضمن تقارير ومقالات تشرح وتحلل الأحداث المسرودة في الكتاب من جانب، وتحاول استشراف الآفاق والتطورات التي قد تشهدها الساحة السياسة في تركيا والمنطقة.
ومع أن الكتاب يغطي بشكل أساسي العقدين الأول والثاني من القرن الحادي والعشرين من تاريخ تركيا، لكن رغم ذلك هذه الفترة ثرية بالأحداث الكبيرة والضخمة كمًّا وكيفًا، ولذا فهي تمثل “مختبرًا ثريًّا” للمحللين والمعلقين والمتابعين للأحداث عن كثب لكي يروا مرة أخرى العوامل والقوانين الموضوعية التي تتحول من خلالها الأمم والأفراد والرؤى والأفكار من مرحلة الازدهار والرقيّ إلى مرحلة الجمود ثم الانحسار والانحطاط.
–