أنقرة (زمان التركية) – قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إنه صحح الخطأ الذي ارتكب عام 1934 بتحويل آيا صوفيا إلى متحف بقرار من مؤسس تركيا كمال أتاتورك، مبديا رفضه للتدخلات لهذا القرار.
تصريحات أردوغان جاءت عقب اجتماع مجلس الوزراء، حيث علَّق على الانتقادات الموجهة له بسبب قرار إعادة فتح أيا صوفيا للعبادة، قائلًا: “أريد أن أؤكد أن أيا صوفيا تم تحويله من متحف إلى مسجد، وليس من كنيسة… وسنحمي صفته التراثية كما تركها أجدادنا”.
أردوغان في تصريحاته الأخيرة أشار إلى الفترة التي تحول فيها أياصوفيا إلى متحف بموجب القرار الصادر عن مجلس الوزراء بتاريخ 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2934، وبتوقيع مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.
وردا على الإدانات الخارجية، قال أردوغان: “نحن من نصدر قراراتنا في الموضوعات المتعلقة ببقاء أمتنا، واتحادها، وحريتها، وعلى رأس كل ذلك أياصوفيا”.
أضاف أردوغان “حتى وإن كان القرار السابق بتحويل آيا صوفيا إلى متحف خاطئا، فنحن -تركيا- مَنْ حولناه لمتحف، ونحن -تركيا- من نحوله الآن لمسجد أيضًا. من حوله إلى متحف في عام 1934 (معلوم)؟ الآن نعيده إلى أصله. نحن نصحح الخطأ. هذا هو الأمر ببساطة”.
وصدرت إدانات للقرار الذي اتخذته تركيا الجمعة الماضي بتحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، ودعت كنائس روسيا واليونان إلى التراجع عن القرار، كما عبر بابا الفاتيكان عن حزنه لصدور القرار.
ومن المقرر فتح آيا صوفيا للصلاة اعتبارا من يوم الجمعة القادم 24 يونيو/ حزيران الجاري.
وناقض أردوغان موقفه السابق بقرار تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، حيث كان قد قال في حوار تليفزيوني مباشر عام 2018 عند سؤاله عن رأيه في دعوات فتح أيا صوفيا للعبادة: “أنا بصفتي قائدا سياسيا لم أفقد صوابي لأقع في هذه المؤامرة” وحذر أردوغان من أن هذه الخطوة يمكنها الإضرار بالمساجد التي تديرها تركيا في دول أخرى.
ويقول مراقبون إن القرار سينعكس إيجابا على شعبية أردوغان في الشارع، وهو ما سعى حزب العدالة والتنمية الحاكم إليه، للتهدئة من تداعيات مأزق الأزمة الاقتصادية، وضعف الثقة السياسية.
واعتبر رئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض علي باباجان، قرار تحويل أيا صوفيا إلى مسجد مناورة سياسية جديدة وقال إنها “محاولات لكسب الدعم السياسي وإدارة المرحلة عن طريق اللعب على وتر العاطفة القومية والدينية….ولكن في الواقع يريد الناس العدالة والحرية والازدهار”.
وكشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “MetroPOLL” لاستطلاعات الرأي والدراسات، تحت عنوان “نبض تركيا – يونيو/ حزيران”، أن 43.8% من المشاركين يرون أن الغرض من قرار فتح أيا صوفيا للعبادة وتحويله إلى مسجد هو إشغال الرأي العام عن الحديث عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تتعرض لها البلاد منذ أشهر وتزداد حدة يوما بعد يوم.
–