أضنة (زمان التركية) – قال خالص بايونجوك الذي اعتبرته السلطات التركية في وقت سابق “أمير تنظيم داعش” الإرهابي في تركيا، والملقب باسم “أبو حنظلة” إن الحكومة تتستر من وراء اتهامه له بالانتماء إلى داعش على مرتكبي الجرائم الدامية الحقيقيين التي شهدتها البلاد.
وفي سبتمبر/ أيلول من العام الماضي أسقطت محكمة تركية عقوبة السجن 12 عامًا عن خالص بايانجوك، الذي حُكم عليه بتهمة تأسيس وإدارة منظمة إرهابية.
وفي حوار صحفي مع قناة “Artı” التركية أصر أبو حنظلة على أنه لا تربطه أي علاقة سياسية أو تنظيمية بداعش أو تنظيم القاعدة كما يثار حوله، واتهم حكومة حزب العدالة والتنمية بتلفيق تهم التورط في تفجيرات ديار بكر وسروج وأنقرة التي شهدتها البلاد في عام 2015، من أجل التستر على الفاعلين الأصليين، على حد قوله.
وأوضح أن سبب استهدافه من قبل حزب أردوغان هو انتقاده للنظام الحاكم في الفترة السابقة لاعتقاله، مؤكدًا أن السلطات باعتقاله وتوجيهه التهم له امتصت غضب الشارع التركي.
أما عن المرتكب الحقيقي لهذه التفجيرات أوضح أن تلك التفجيرات لها بعدان رئيسان؛ الأول قيام داعش بنقل المواجهة الانتقامية بينه وبين حزب العمال الكردستاني من سوريا والعراق إلى تركيا، لفتح جبهة جديدة داخل تركيا، والثاني هو رغبة نظام أردوغان في خلق حالة من الرعب والقلق داخل المجتمع التركي ليخاف الناس من سقوط نظامه واندلاع حرب أهلية في البلاد.
ودلل أبو حنظلة على الكيفية التي استفاد بها حزب العدالة والتنمية من الأحداث الإرهابية قائلا، المواطنين عادوا ليدعموا حزب أردوغان في انتخابات الأول من نوفمبر 2015 بعدما تراجعوا عن دعمه في الانتخابات السابقة في 7 حزيران من العام نفسه، وذلك بعد إشاعة الخوف والرعب فيما بينهم بعودة الاشتباكات بين الدولة والانفصاليين الأكراد.
وأسقط القضاء التركي حتى العام الماضي ست أحكام ضد أبو حنظلة، بينهم حكمان في قضيتان اتهم فيهما بتأسيس فرع لتنظيم داعش في تركيا.
أبو حنظلة كان عضوًا نشطًا في تنظيم حزب الله التركي الإرهابي، منذ اللحظات الأولى لتأسيسه داخل تركيا 1983، كان دائمًا يظهر أمام الإعلام عمنتقدا أردوغان، ومطالبًا إياه بتطبيق الشريعة.
ألقت قوات الأمن التركية القبض عليه لأول مرة بتهمة التخطيط للهجوم الثاني على الكنيس اليهودي في إسطنبول، في عام 2008، إلا أنه سرعان ما أفرج عنه بقرار من القضاء.
وفي عام 2011، ألقي القبض عليه مرة أخرى، مع 42 آخرين، في حملة مكبرة من قبل قوات الأمن التركية، وصدر في حقه مذكرة اعتقال، إلا أنه أفرج عنه في يناير/ كانون الثاني 2013.
ألقي القبض عليه مرة أخرى في يناير/ كانون الثاني 2014، بسبب حديثه عن شاحنات جهاز الاستخبارات التركية المحملة بالسلاح التي كانت في طريقها إلى سورية، إلا أنه أفرج عنه في أكتوبر/ تشرين الأول 2014.
وفي 2015 ألقي القبض عليه بتهمة تشكيل فرع تنظيم داعش داخل تركيا، إلا أن القضاء أفرج عنه في مارس/ آذار 2016.
وفي فبراير/ شباط 2017 ألقت قوات الأمن التركية القبض عليه للمرة الرابعة، بتهمة التورط في هجمات سروج وأنقرة في 2015، والهجوم الذي تعرضت له القنصلية التركية في الموصل، ولكن صدر في حقه قرار بالإفراج بضمانات في مارس/ آذار 2017.
وفي مايو 2017 ألقي القبض عليه مرة خامسة، بقرار من النيابة العامة، بتهمة أنه مسؤول تنظيم داعش في تركيا، وكشفت التحقيقات، أن المدعو أبو حنظلة أقام مسجدًا سريًا في مدينة أدا بازاري، التابعة لمحافظة سقاريا، لعقد اجتماعات واستقطاب مجاهدين وإرسالهم إلى إسطنبول، التي تعتبر معقلا لأنصاره.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2018، نشرت صحيفة “ستار” تقارير تفيد أن بايانجوك المعروف بأنه أمير تنظيم داعش داخل تركيا، يدير مدارس ومعسكرات تقوم بتدريب الأطفال وإرسالهم إلى ساحات القتال في سوريا.