إسطنبول (زمان لتركية) – يثير الرئيس التركي رجب أردوغان الجدل دائما بحديثه عن شئ وفعله نقيضه؛ وها هو يصدَّق على قرار تحويل متحف أيا صوفيا إلى مسجد وفتحه للعبادة، بعد تصريحاته التي قالها قبل عامين تقريبًا معارضًا دعوات فتحه للصلاة.
أردوغان كان قد قال في حوار تليفيزيوني مباشر عام 2018 عند سؤاله عن رأيه في دعوات فتح أيا صوفيا للعبادة: “أنا بصفتي قائدا سياسيا لم أفقد صوابي لأقع في هذه المؤامرة” كما حذر أردوغان من أن هذه الخطوة يمكنها الإضرار بالمساجد التي تديرها تركيا في دول أخرى.
Erdoğan:
"Ayasofya'yı açmanın bir götürüsü var.
Açılmasını isteyenler, yurt dışında camilerimiz var, onların başına ne gelir hiç düşünüyor mu?
Ben bir siyasi olarak bu oyuna gelecek kadar istikametimi kaybetmedim…"VPN https://t.co/xmuMPJR4aWhttps://t.co/UlblyA4BkG pic.twitter.com/Zm7jr336YE
— Tr724 (@Tr724) July 10, 2020
يشار إلى أن قرار تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد وإعادة فتحه للعبادة مرة أخرى، مر بعدة مراحل. المرحلة الأولى تمثلت في تصريحات لأردوغان في 29 مايو/ أيار الماضي الموافق للذكرى 567 لفتح إسطنبول، حيث ظهر داخل متحف آيا صوفيا، يقرأ سورة الفتح؛ الأمر الذي دفع اليونان للاعتراض على هذه الخطوة، ثم أعلن أردوغان عن اتخاذ خطوات من أجل إعادة فتح آيا صوفيا للصلاة مرة أخرى.
أردوغان قال في ذلك الوقت: “من الممكن أن يجري السائحون زيارات لآيا صوفيا بصفته جامعًا، مثله مثل السلطان أحمد. سيتم إقامة الصلاة في آيا صوفيا، وقراءة سورة الفتح. والقرار سيصدر عن شعبنا العزيز”.
بعدها تسربت أبناء من داخل مجلس الدولة تتحدث عن إلغاء قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934 بتحويل أيا صوفيا إلى متحف بدلًا من مسجد (المرحلة الثانية).
أما المرحلة الثالثة فقد تمثلت في نشر القرار في الجريدة الرسمية وتصديق أردوغان عليه في اليوم التالي مباشرة، وتكليف هيئة الشؤون الدينية بإدارته، على أن يتم فتحه للعبادة يوم 24 يوليو/ تموز الجاري.
وألغي القضاء التركي يوم الجمعة القرار الصادر عام 1934، بتحويل “آيا صوفيا” من مسجد إلى متحف، وسارع الرئيس أردوغان بالتوقيع على قرارًا نقل تبعيته آيا صوفيا من وزارة الثقافة والسياحة إلى رئاسة الشؤون الدينية، وتحويلها إلى مسجد.
وأعلن أردوغان في كلمة بثها التلفزيون الحكومي أن افتتاح “آيا صوفيا” للعبادة سيكون في 24 يوليو/ تموز الجاري بإقامة صلاة الجمعة في ذلك اليوم.
واعتبر رئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض علي باباجان، قرار تحويل أيا صوفيا إلى مسجد مناورة سياسية جديدة وقال إنها “محاولات لكسب الدعم السياسي وإدارة المرحلة عن طريق اللعب على وتر العاطفة القومية والدينية….ولكن في الواقع يريد الناس العدالة والحرية والازدهار”.
ويقول مراقبون إن القرار سينعكس إيجابا على شعبية أردوغان في الشارع، وهو ما سعى حزب العدالة والتنمية الحاكم إليه، للتهدئة من تداعيات مأزق الأزمة الاقتصادية، وضعف الثقة السياسية.
وكشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “MetroPOLL” لاستطلاعات الرأي والدراسات، تحت عنوان “نبض تركيا – يونيو/ حزيران”، أن 43.8% من المشاركين يرون أن الغرض من قرار فتح أيا صوفيا للعبادة وتحويله إلى مسجد هو إشغال الرأي العام عن الحديث عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تتعرض لها البلاد منذ أشهر وتزداد حدة يوما بعد يوم.
–