تونس (زمان التركية)ــ بظل رفض شعبي وسياسي متنامي للدور التركي في تونس؛ أعلنت تركيا عن ترميم مسجد تاريخي بالعاصمة التونسية يعود تاريخ تشيده إلى الحقبة المرادية، كأحدث نشاط لها في الدولة العربية.
الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”، قالت في بيان إنها وقعت الجمعة، بروتوكولا لترميم مسجد “امحمد باي” التاريخي في تونس. باعتبار أنه “يعد أثرا من الحقبة العثمانية” في محاولة لطمس هويته العربية، إذا شيد المسجد في الدولة المرادية التي كانت منفصلة عن الدولة العثمانية.
ويسمح البروتوكول وفق البيان “بصيانة وترميم جامع امحمد باي الواقع في حي باب سويقة بالمدينة القديمة التاريخية بالعاصمة التونسية”.
صالحة تونا، منسقة مكتب “تيكا” في تونس قالت إن المسجد بدأ بناؤه عام 1692، يعد “أثر يصور مدى تجذر وصلابة الروابط الجغرافية والدينية والثقافية بين شعبي تركيا وتونس”.
وتم التطرق أول مرة لترميم الجامع الذي يحتاج إلى صيانة، خاصة في القبة، خلال زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان، إلى تونس في ديسمبر/ كانون الأول عام 2017.
يأتي ذلك في حين تقول المعارضة التونسية وعلى رأسها الحزب الدستوري الحر إن حركة النهضة تعمل على “فرض هيمنة الحلف التركي – القطري داخل تونس”.
وفي ظل ما تواجهه الأنشطة الاستثمارية التركية من اعتراض في البرلمان التونسي على تمريرها، لجأت أنقرة إلى مبادرة جديدة لتحسين صورتها في تونس، من خلال الأنشطة الثقافية، لتعلن عن خطتها المؤجلة منذ ثلاث سنوات لترميم مسجد امحمد باي.
ورغم أن المسجد يشبه في تصميمه الطراز العثماني، إلا أنه لم يبنى من قبل الدولة العثمانية.
المدير العام للمعهد الوطني للتراث التونسي فوزي محفوظ، أشار إلى أن “هذا المعلم التاريخي هو آخر مسجد تم بناؤه خلال الحقبة المرادية في نهاية القرن السابع عشر في تونس”.
ولفت إلى أن بناء الجامع جاء “على شاكلة الجوامع العثمانية، كما أنه يتميز بقبابه الكبيرة وجدرانه المزينة بالزخارف”.
بناه التونسيون
وبدأ بناء الجامع الذي أخذ اسمه من الباي التونسي محمد المرادي عام 1692، على الطراز المعماري العثماني الكلاسيكي، وهو معلم تاريخي وثقافي فريد، بقبته التي يبلغ قطرها 11.7 مترا.
وتم ترميم جامع امحمد باي، المعروف أيضا باسم جامع سيدي محرز نسبةً إلى ضريح سيدي محرز المقابل له، أول مرة عام 1981، بأمر من مؤسس الجمهورية التونسية ورئيسها الأول الحبيب بورقيبة.
جامع امحمد باي تم تشييده عام 1692 ميلادي على يد محمد باي المرادي، نجل مراد الثاني وواصل بناءه من بعد وفاته، شقيقه رمضان باي المرادي وتواصلت الأشغال به حتى سنة 1697.
المسجد متأثر بالمساجد التركية، لكنه في شكله العام وفي نواحيه الفنية، يختلف في العديد من النقاط عن المساجد التركية، وقد اهتم حكام تونس منذ القدم بترميمه، إذ أعاد محمد الصادق باي بناء المقام سنة 1862، ثم أمر الحبيب بورقيبة بترميمه سنة 1981، وأعيد ترميمه مرة أخرى بين سنتي 1996 و1998.
يشار إلى أنه بعد رفض اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا التي أتت على المنتج المحلي، شهد البرلمان في تونس في مايو/ أيار الماضي رفضا لاتفاقيتين مع تركيا وقطر تنصان على فتح مكتب لصندوق قطر للتنمية في تونس، وأخرى تخص الاستثمار التركي، واعتبر نواب أنهما تضران بالسيادة الوطنية، وواجه رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي وزعيم حركة النهضة اتهامات بالعمل على إعلاء مصالح تركيا على تونس.
وبحسب زعيمة الحزب الدستوري الحر، عبير موسى، سيشهد يوم الإثنين المقبل، تصويت كتل نيابية تونسية على مقترح قدمته لسحب الثقة من الغنوشي.
وتتهم موسى الغنوشي بأن له علاقات مشبوهة بالرئيس التركي أردوغان وأنه يتلقى تمويلا لتنفيذ أجندة أنقرة في المغرب العربي.
–