أنقرة (زمان التركية) – قال البرلماني التركي المعارض عمر فاروق جرجرلي أوغلو، إن حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم توقفت فجأة عن المناداة بحقوق الأويغور ذوي الأصول التركية مقابل صفقة اقتصادية ضخمة مع الصين.
جرجرلي أوغلو اعتبر أنه تم التخلي رسميا عن الأتراك الأويغور، وقال: “أقولها صراحة إن حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية باعا حقوق أتراك الأويغور إلى الصين مقابل 50 مليار دولار”.
وفي رد منه على تصريحات جرجرلي أوغلو هذه أعرب نائب حزب الحركة القومية، أركان أكتاش، عن رفضه واستنكاره لاتهامات جرجرلي أوغلو قائلا: “السلطات التركية تبذل قصارى جهدها. ماذا سنفعل؟ هل سنخوض حربا مع الصين؟ هذه التصريحات مجرد استغلال للموقف. ماذا تقصد ببيع حقوق الأيغور مقابل 50 مليار دولار! الجمهورية التركية رمز للإنسانية في العالم”، على حد تعبيره.
والشهر الماضي رفض نواب تحالف الجمهور الذي يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية مقترح “التحقيق في مشاكل الأويغور الذين يتعرضون لممارسات قمعية على يد السلطات الصينية” الذي طرحه حزبا الشعب الجمهوري والخير أمام البرلمان.
والشهر الماضي وافق الكونجرس الأمريكي على قانون يسمح بفرض عقوبات على مسؤولين صينيين بسبب الانتهاكت التي تتعرض لها أقلية الأويغور الذين تعود أصولهم إلى الشعوب التركية (تركستان).
كما استقبلت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي هذا الشهر، أول دعوى للتحقيق مع الحكومة الصينية في الانتهاكات التي يتعرض لها الأويغور، حيث قال نشطاء تركستان وأجانب إن الحكومة ترتكب “جرائم ضد الإنسانية”، ودعوا لتطبيق عقوبات على المسئولين.
تركيا تخذل الأويغور
وبعدما كان الرئيس التركي رجب أردوغان يتبنى قضية الأويغور ويهاجم الحكومة الصينية في المحافل الدولية، تراجع عن فعل ذلك مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في تركيا، وتجاهل الصين لتركيا في مشروع طريق الحرير الجديد.
ووصل الأمر إلى درجة أن الرئيس التركي رجب أردوغان ناقض مواقفه السابقة المدافعة عن الأيغور، حيث نقل عنه التليفزيون الرسمي في الصين خلال زيارته إلى بكين في مطلع يوليو/ تموز الماضي العام الماضي قوله إن “الأيغور يعيشون حياة سعيدة في إقليم سنجان”.
تصريحات أردوغان الصادمة للأيغوريين الداعمة لسياسات الحكومة الصينية ضد أبناء جنسه، فسرها مراقبون بأنها محاولة من أردوغان للتقرب من حكومة بكين، بغية أن تكون منقذًا للاقتصاد التركي المتعثر.
وفي إطار التفاهمات الجديدة رحلت حكومة أردوغان عددًا من مسلمي الأيغور إلى الصين، بموجب باتفاقية “تسليم المجرمين” بين أنقرة وبكين.
وكانت الأمم المتحدة أعربت عن قلقها في أغسطس الماضي من التقارير التي تحدثت عن الاحتجاز الجماعي لأعداد كبيرة من الإويغور المسلمين، ودعت إلى إطلاق سراح المحتجزين تحت “ذريعة” الإرهاب.
وأفادت تقارير أممية بأن ما يصل إلى مليون مسلم إويغوري في منطقة سنجان غربي البلاد تم احتجازهم في معسكرات “إعادة التثقيف”.
–