واشنطن (زمان التركية) – تسائل نواب بالكونجرس الأمريكي في خطاب موجه إلى وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، عن سبب استمرار مشاركة تركيا في برنامج إنتاج المقاتلة الأمريكية F-35 بالرغم من قرار تعليق مشاركتها العام الماضي.
الخطاب حمل توقيع كل من السيناتو جيمس لانكفورد، والسيناتور توم تيليس، الجمهوريين، والسيناتور الديمقراطي جينس شاهين وكريس فان هولين.
نواب الكزنجرس طالبوا وزير الدفاع بتفسير سبب استمرار تركيا ضمن برنامج إنتاج المقاتلة الأمريكية رغم حصولها على منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400 وتعليق مشاركتها العام الماضي في المشروع لهذا السبب.
النواب أكدوا في خطابهم أن المنتجين الأتراك يواصلون إنتاج أجزاء رئيسية من الطائرة بالرغم من قرار حظر المشاركة في المشروع، مطالبين وزارة الدفاع بالكشف عن السبب، وكذلك عن تفاصيل العقود المبرمة من المنتجين الأتراك وتاريخ بدء وانتهاء هذه العقود.
وأكد نواب الكونجرس الثلاثة على أنهم يدركون أن الاستغناء عن التعاون مع تركيا يمثل عبءًا ماليا إضافيًا عليها، إلا أنه يجب عليها تنفيذ تعهداتها الولايات المتحدة الأمريكية الدبلوماسية الخاصة بحلف الناتو.
وكانت وكالة (الأناضول) نقلت مطلع هذا الشهر عن جاسيكا ماكسويل، إحدى الناطقات باسم وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون”، أنه تم السماح للشركات التركية بمواصلة إنتاج بعض أجزاء المقاتلة F-35 حتى نهاية العام 2022، بعدما سبق وقالت إن عمل تلك الشركات سينتهي مع نهاية العام الجاري.
ويأتي ذلك بينما تراجعت تركيا حتى الآن عن تشغيل منظومة الدفاع الروسية S-400 التي كانت سبب الأزمة.
وأوضحت ماكسويل في تصريحاتها أن الشركات التركية ستواصل من الآن وحتى نهاية العام 2022 عملية إنتاجها لـ139 جزءًًا من أجزاء المقاتلة “F-35”.
وأضافت قائلة “شركاؤنا الصناعيون سيواصلون تنفيذ عقودهم المستمرة، وبرنامج طائرات (إف-35) يحاول الابتعاد عن فسخ العقود لما في ذلك من مزيد من التكلفة، والإضرار بالعمل”.
كما أوضحت أن البرنامج المشترك لإنتاج المقاتلة يواصل في نفس الوقت السعي لإيجاد بدائل، وأنه مستمر في تنفيذ مخططاته بهذا الصدد.
وبموجب مشروع قانون لميزانية الدفاع لعام 2019، أقره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2018 حظرت واشنطن في يوليو 2019 بيع مقاتلات (F-35) إلى تركيا مؤقتا رداً على إصرار أنقرة شراء منظومة صواريخ (S-400) الروسية.
وربط القانون مشروع الميزانية منع بيع مقاتلات (F-35) لتركيا وحظر منح تركيا حق تصنيعها، بسعي تركيا لشراء منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية (S-400).
واستلمت تركيا مقاتلتين (F-35) لكن ستبقيان في الولايات المتحدة حتى عام 2020 لتدريب الطيارين الأتراك.
وكانت تركيا أعلنت في العام 2017، شراء منظومة S400 الصاروخية من روسيا، بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوية(باتريوت) من الولايات المتحدة.
الولايات المتحدة بعد تعليق شراكة تركيا، لم تفسخ العقود القائمة مع شركاتها؛ لإنتاج أجزاء معينة من المقاتلة، وسمحت لتلك الشركات بمواصلة عملية التوريد لنهاية العام الجاري حتى تجد موردين جدد، قبل أن تمد الفترة حتى نهاية 2022.
وكانت الشركات التركية تنتج أكثر من ألف من أجزاء “F-35”.
تجدر الإشارة أن تركيا إحدى الدول الشركاء في مشروع تصنيع المقاتلة المذكورة، ودفعت نحو 900 مليون دولار في إطار المشروع.
التخلي عن S-400
من جانب آخر، تشير تصريحات مسئولين روس إلى أنه كما أن تركيا لم تحسم قرارها بشأن تشغيل منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S 400، فهي أيضا مترددة في استلام الدفعة الثانية والأخيرة من منظومة الدفاع الصاروخي الروسية، ما يوحي بأن هناك محادثات امريكية على الحط.
ومؤخرًا قدَّم السيناتور الجمهوري جون ثيون بمقترح لإجراء تعديلات قانونية من شأنها أن تمكن الولايات المتحدة الأمريكية من شراء منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية S-400 التي حصلت عليها تركيا، وكانت سببًا في تدهور العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة.
موقع “Defense News” المتخصص في المجال العسكري وأخباره، أوضح أن المقترح تم التقدُّم به الأسبوع الماضي، وينص على إدخال تعديلات على آلية الموافقة على المشتريات الدفاعية (NDAA) ليمكن الإدارة الأمريكية من شراء المنظومات الصاروخية ضمن برنامج الجيش الصاروخي.
بينما قدَّم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي جيم ريش، تعديلًا آخر يلزم الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على تركيا ضمن قانون “مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات”، بسبب شرائها منظومة S-400 الصاروخية الدفاعية الروسية، رغم تحذيرات الإدارة الأمريكية لها.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، إن بلاده تنتظر قرار تركيا بشأن الدفعة الأخيرة من منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S 400.
وطرح بوريسوف خيار توقيع اتفاقية جديدة مع تركيا بشأن منظومة الاس 400، قائلا: “مثل هذه الخيارات مطروحة وفي حال ما إن تقدم الجانب التركي بطلب كهذا سنوقع على الاتفاق”.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، إن بلاده تنتظر قرار تركيا بشأن الدفعة الأخيرة من منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S 400.
وطرح بوريسوف خيار توقيع اتفاقية جديدة مع تركيا بشأن منظومة الاس 400، قائلا: “مثل هذه الخيارات مطروحة وفي حال ما إن تقدم الجانب التركي بطلب كهذا سنوقع على الاتفاق”.
هذا وأشار يوري بوريسوف إلى كون تركيا أول عضو بحلف الناتو يقوم بشراء منظومة دفاع جوية من روسيا.
وحصلت تركيا على منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية S-400، خلال النصف الثاني من العام الماضي، الأمر الذي ترتب عليه توتر في العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي وواشنطن، وعندما حان تفعيلها خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي، قالت أنقرة إنها ستأجل تشغيلها إلى ما بعد أزمة وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، ليطرح ذلك العديد من التكهنات.
وكان رئيس الإدارة الفيدرالية للتعاون الفني والعسكري الروسية ديميتري شوجايف أثار مطلع هذا الشهر غموضًا حول مصير الصفقة، عندما صرح بأن السلطات في روسيا تنتظر قرارًا من تركيا بشأن تسليم الدفعة الثانية من منظومة الدفاع الجوي S-400.
أما سفير روسيا لدى أنقرة، أليكسي يرهوف فقد أدلى بتصريحات مثيرة، إذ أوضح أن روسيا لن يكون لديها أي اعتراض إذا كان مصير المنظومة الدخول إلى المخازن وعدم تفعليها.
وقال يرهوف: “تركيا هي المالك لهذه المنظومة، الأمر مرتبط بقرارات الدولة بشكل كامل، يمكننا أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى: مثلًا أنا موزع سيارات، وأنتم أردتم شراء سيارة مني. وبعتها لكم، وحصلت على المال، وأنت حصلت على السيارة، عندها هي ملك لك، لك الحرية أن تذهب إلى الشاطئ أو تحمل بها بطاطس أو حتى ركب سلاح ناري فوقها والمشاركة في الحرب، وإن وضعتها في الجراج أيضًا هذا حق طبيعي لك”.
وقالت الولايات المتحدة إن نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 في تركيا غير متوافق مع أنظمة الناتو ويهدد قدرات التسلل للطائرات المقاتلة الجديدة للحلف.