أنقرة (زمان التركية) – يثير التدخل الترك في الأزمة الليبية من خلال دعم حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، الجدل حول أطماع الرئيس رجب أردوغان في ثروات ليبيا، سواء غاز شرق المتوسط أو الطمع في حقول بترول الهلال النفطي وكذلك الفوز بمناقصات إعادة الإعمار المتوقعة بعد انتهاء الحرب، لتشغيل قطاع الغنشاءات التركي المتضرر.
في 17 يونيو/ حزيران الماضي، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو زيارة مفاجئة إلى غرب ليبيا، ورافقه وزير الخزانة والمالية براءت ألبيراق، ومتحدث رئاسة الجمهورية إبراهيم كالن، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، وتحدثوا مع الجانب الليبي عن التعاون في قطاعات الطاقة والعمل المصرفي والإنشاءات.
مدير معهد “الصادق” للدراسات، أنس الجوماتي، علَّق على تحركات تركيا واتفاقياتها الأخيرة مع حكومة الوفاق، قائلًا: “إن هذا الأمر أعطى حكومة الوفاق الوطني دفعة قوة في وقت ضعفها، والعديد من أعضاء حكومة الوفاق يريدون تقديم مقابل هذا المعروف. الوفاق لا تنظر إلى تركيا من منظور العلاقات التجارية والسياسية فقط، وإنما يريدون تأسيس علاقات استراتيجية معها”.
رئيس اتحاد المقاولين الأتراك مدحت يانيجون، أوضح أن الشركات التركية العاملة في ليبيا منذ عام 1972 وقّعت على عقود إنشاءات هناك بقيمة وصلت إلى 40 مليار دولار أمريكي، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة سيكون هناك حاجة ماسة لإنشاء المستشفيات والمدارس والموانئ والمطارات والعقارات.
وأشار يانيجون إلى أن مشروعات الإنشاءات المتوقع ظهورها في ليبيا خلال الفترة المقبلة تقدّر بنحو 50 مليار دولار أمريكي، قائلًا: “نحن جاهزون ومستعدون للذهاب إلى ليبيا. سنذهب طواعية، سنذهب برغبتنا، وسنعمل بشكل جيد. نحن أفضل من يعرف المكان هناك”.
الخبير دكتور كريم ميزران، من المجلس الأطلسي، أكد أن ماضي الشركات التركية في ليبيا الذي يسبق عام 2011، سيوفر لها ميزة كبيرة للحصول على مناقصات مشروعات الإنشاءات في الفترة المقبلة، قائلًا: “الجميع في ليبيا مستعد للعمل مع الشركات التركية. ولكن لا يريدون أن يكون الأمر احتكاريًا، يحاول الليبيون التأكيد على ذلك، الجانب التركي يدرك ذلك، ويوافق عليه”.
رئيس اتحاد المقاولين الأتراك، مدحت يانيجون أكد أن مشروعات إعادة إعمار ليبيا سيكون لها فائدة كبيرة على الاقتصاد التركي، قائلًا: “عندما نبدأ العمل، سنحتاج إلى مواد البناء التركية. وسيقوم المواطنون الأتراك بالسفر إلى هناك للعمل في هذه المشروعات. كان هناك 25 ألف عامل على الأقل في ليبيا، وقمنا بإخلائهم. لذلك سيكون الأمر جيد لهم. وستوفر هذه المشروعات دخلا بالعملات الأجنبية للدولة التركية”.
–