أنقرة (زمان التركية) – اتهم وزير الدفاع التركي خلوصي أكار فرنسا باللجوء إلى “مؤامرات” لتصفية حسابات سياسية، مطالبا باريس بالاعتذار، كما انتقد التحذيرات المصرية.
وخلال اجتماعه مع العسكريين الأتراك في ليبيا المكلفين بمهام ضمن قيادة التعاون الأمني والتدريب والمساعدة والاستشارات، بحضور رئيس أركان الجيش ياشار جولر، قال خلوصي أكار إن التصريحات الفرنسية المتعلقة بتحرش سفن حربية تركية بأخرى فرنسية في البحر المتوسط غير صحيحة، مشددًا على أن تركيا شاركت ما لديها من معلومات وصور وأدلة مع حلفائها ومع المسؤولين في حلف الناتو.
أضاف أكار: “إن ما يجري ليس أمرًا عسكريًا، وإنما هي مؤامرات تجري من أجل تخليص حسابات سياسية، لذلك فإن فرنسا مجبرة على تقديم الاعتذار لتركيا”.
وزار خلوصي أكار ليبيا رفقة ياشار جولر طرابلس يوم الجمعة الماضي بشكل مفاجئ، ما يوحي بأن أنقرة عازمة على خوض معركة سرت التي حذرت منها القاهرة.
خلوصي أكار انتقد مقترح مصر تطبيق وقف إطلاق النار في ليبيا، قائلًا: “لقد تركوا نص الاتفاق السابق الذي اتفق عليه العديد من رؤساء الدول، ويحاولون أن يصنعوا شيئًا من عند أنفسهم في القاهرة. مصر تحاول أن تصنع شيئًا بنفسها، ولكن كل ما تفعله غير قابل للتطبيق”، على حد قوله.
وعقب الزيارة أعلنت حكومة الوفاق الوطني، توقيع اتفاق مع تركيا لتأسيس قاعدة عسكرية في البلاد، تحت مسمى “مراكز تدريب”.
وقالت حكومة الوفاق إنه تم الاتفاق مع أنقرة على على إنشاء مراكز تدريب لبناء جيش محترف في البلاد.
وكانت حكومة الوفاق وقعت مع تركيا أواخر العام الماضي مذكرة تعاون عسكري بجانب مذكرة تعديل الحدود البحرية، ونقلت تركيا بمجوب ذلك قوات عسكرية إلى ليبيا وجندت مقاتلين سوريين للقتال في ليبيا.
وتمنح الاتفاقية الجديدة العسكريين الأتراك حصانة من الملاحقة القضائية إذ سيتواجدون على الأراضي الليبية بصفة رسمية.
وفي الفترة الأخيرة تسارعت وتيرة اللقاءات بين مسئولين أتراك رفيعو المستوى وآخرين في حكومة الوفاق بطرابلس.
يشار إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان قد أكد في تصريحات خلال الشهر الماضي، أن القوات المسلحة المصرية مستعدة للدفاع عن الأمن القومي للبلاد من خلال عمليات داخلية أو خارجية، وأن سرت – الجفرة تعتبر خطا أحمر بالنسبة للأمن القومي المصري.
وعتبر الجيش الوطني الليبي، المسيطر على شرق ليبيا إن الاتفاق التركي الأخير مع حكومة الوفاق الوطني، هدفه السيطرة على الهلال النفطي لاختراق الخط الأحمر الذي رسمته مصر.
وقال العميد خالد المحجوب، مدير التوجيه “بالجيش الوطني” أإن الاتفاق التركي مع الحكومة التي يقودها فايز السراج، الهدف منه خرق الخط الأحمر “سرت-الجفرة” الذي حدده الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيطرة على حقول النفط الليبية.
كما لم يستبعد احتمال أن يكون هدف الاتفاقية العسكرية التركية مع حكومة السراج هو رفع سقف المطالب في حال الدخول في مباحثات سياسية بين الأطراف الليبية.
–