أنقرة (زمان التركية) – استاء كاتب صحفي موالٍ لحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا من توجيه زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو انتقادات شديدة للرئيس رجب طيب أردوغان وسياساته، معتبرًا أنه تجاوز في انتقاداته حتى زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو.
أفاد رئيس تحرير صحيفة حريت التركية، أحمد هاكان، أن رئيس الوزراء السابق المستقيل من صفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم زعيم حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، وجه انتقادات عنيفة إلى رئيس حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وذكر هاكان أن داود أوغلو وبخ أردوغان خلال المؤتمر الصحفي الأخير، عقب قرار غلق جامعة إسطنبول شهير، بشكل لم يفعله حتى رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كليجدار أوغلو، قائلا: “عندما غادر داود أوغلو منصب رئيس الوزراء صرح أنه سيواصل علاقته المخلصة مع أردوغان حتى آخر نفس له، وأنه لن يتحدث بالسوء عنه أبدا. أثناء سماعي تصريحات داود أوغلو هذه علمت أنها مجرد ترهات. وقلت في نفسي انظروا للرجل يدلى بوعود كبيرة أثناء تركه منصبه! هل هذا الرجل قديس؟ أمن السهل أن يبتلع المرء كبريائه؟”.
وأضاف هاكان أن داود أوغلو الذي تعهد بألا يخالف أردوغان قام خلال المؤتمر الصحفي الأخير بتوبيخ أردوغان بشكل فاق توبيخ كليجدار له قائلا: “واتهم أردوغان بالخيانة والغدر والاستبداد فيما يخص إغلاقه جامعة إسطنبول شهير التي يشارك في مجلسها التأسيسي، ووضع أردوغان في لائحة المستهدفين. وفي ختام المؤتمر صرح ثلاث مرات أنه لن يرضخ لأردوغان. من سيصدق تعهد داود أوغلو بعدم الرضوخ لأردوغان بعدما تعهد بعدم معارضته لا، لا، لا! ليس الوقت وقت المزحات”.
وكانت الجريدة الرسمية التركية نشرت الثلاثاء قرار رئيس الجمهورية بغلق جامعة إسطنبول شهير، بسبب مديونية على قطعة أرض.
وتعليقًا على ذلك قال زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو إن الرئيس رجب أردوغان دخل صفحات التاريخ من أوسع أبوابها باعتباره “زعيمًا سياسيًّا يغلق الجامعات”، وهي الخطوة التي اعتبرها مراقبون انتقاما سياسيًا من حلفاء الماضي.
واتهم الرئيس أردوغان في وقت سابق داود أوغلو ومؤسسي الجامعة بالاحتيال، ليبدأ داود أوغلو بعدها جولة جديدة أشد ضراوة في الانتقادات.
وبعد صدور قرار رئاسي في منتصف ليل الاثنين ونشره في الجريدة الرسمية صباح الثلاثاء، ظهر أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي وقال: “أنا أمامكم اليوم بسبب إغلاق جامعة إسطنبول شهير التي أجمع الجميع على كفاءتها وجدارتها العلمية والأكاديمية، بقرار أصدره رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في منتصف الليل”.
وأكد داود أوغلو أن الجامعة تم إغلاقها بطريقة وعقلية “انقلابية”، وتابع ساخرًا: إن رئيس الجمهورية رجل طيب إلا أن حاشيته ومن في دائرته الضيقة هم سيئون! فالذي يصادر الجامعات، ويوجه ضربات للحياة التعليمية، ويعين أوصياء على البلديات-الكردية-، ويتلاعب بأحلام الشباب، ويعزل الأساتذة والأكاديميين من وظائفهم، ويدمر كل شيء من أجل تحقيق أطماعه السياسية بمشاعر الكراهية والحقد، هو الرئيس أردوغان بدون شك”، على حد تعبيره.
وعزا داود أوغلو السبب الحقيقي لإغلاق أردوغان الجامعة إلى أن الجامعة كانت تشكل مانعًا وعائقًا أمام الاستبداد والدكتاتورية بسبب البيئة الحرة التي كانت تخلقها جامعة إسطنبول شهير، مشيرًا إلى أن الخطوة تقف وراءها أيضًا الرغبة في الثأر والانتقام السياسي بعد تأسيسه حزب المستقبل.
وأضاف داود أوغلو أن خطوة إغلاق جامعة شهير أراد أصحابها أن يبعثوا رسالة إلى جميع منظمات المجتمع المدني مفادها “إن لم تطيعوني بدون قيد أو شرط فإن مصيركم سيكون مثل مصير جامعة إسطنبول”، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة الاستبداد الكامل في البلاد.
داود أوغلو واصل قائلاً: “لا يساورنّكم أي شك في أن جامعة إسطنبول شهير سيتم فتحها مجددًا، فسوف يستمر كفاحنا القانوني ضد الذين لم يستطيعوا أن يدركوا أن الأفكار لا يمكن القضاء عليها من خلال إغلاق الجامعات”.
ومن ثم وجه داود أوغلو تهديدًا مبطنًا إلى الرئيس أردوغان، قائلاً: “مع أنني لم أطمع بزيادة في العمر، إلا أنني أتضرع وأتوسل اليوم إلى الله تعالى أن لا يقبض روحي ويستعيد أمانته قبل إحياء جامعة إسطنبول شهير! وأخيرًا يجب على الجميع أن يعلموا جيدًا أنه لم ينتهِ كل شيء بعدُ، بل كل شيء يبدأ الآن”، على حد تعبيره.
–