لندن (زمان التركية) – قام كبار المسؤولين من حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة حلفاء إقليميين في الدوحة وطرابلس تربطهم بهم علاقات أمنية وأخرى استراتيجية.
التقى أردوغان وحاشيته المكونة من صهر الرئيس وزير المالية بيرات ألبيرق ووزير الدفاع خلوصي أكار ورئيس المخابرات هاكان فيدان مع المسؤولين القطريين يوم الخميس الماضي في زيارة وصفتها مصادر “عرب ويكلي” بأنها “مهمة تحصيل الضرائب التي تذكرنا بتعاملات الدولة العثمانية مع مستعمراتها العربية السابقة لقرون”، على حد تعبيره.
وكان بيان صادر عن الحكومة التركية قبل الزيارة قال إن أردوغان والأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني من المقرر أن يبحثا “العلاقات بين البلدين الصديقين والشقيقين” من جميع الجوانب. غير أن محللين يشيرون إلى أن الرئيس التركي يضغط على قطر لتمويل حملاته العسكرية في سوريا وليبيا، وكذلك استعراضات قوته في شرق البحر الأبيض المتوسط.
من جانبه، قال إبراهيم غسان، رئيس تحرير النسخة العربية لموقع “أحوال تركية” إن أردوغان يحاول تحذير عائلة آل ثاني من أن القواعد العسكرية التركية في الدوحة يمكن أن تصبح قريباً الحماية الوحيدة لقطر من القوى الإقليمية المعادية مثل المملكة العربية السعودية، خاصة وأن الولايات المتحدة تدرس خيار تقليص قاعدتها هناك.
بحسب النسخة الإنجليزية لموقع “أحوال تركية”، فإن هناك مخاوف قطرية واضحة من نية الولايات المتحدة تنفيذ تهديدها بتقليص وجودها العسكري في قاعدة العُديد الجوية في الدوحة.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن آل ثاني وأردوغان ناقشا في اجتماع يوم الخميس “العلاقات الاستراتيجية” بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري والطاقة والدفاع “بطريقة تحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين”.
وبعد يوم واحد من زيارة الخليج، توجه أكار ورئيس الأركان العامة التركي يشار غولر إلى العاصمة الليبية طرابلس لمراجعة اتفاقية التعاون الأمني بين أنقرة مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وفقًا لصحيفة “ديلي صباح” الموالية للحكومة.
تركيا وقطر تدعمان حكومة الوفاق الوطني في معركتها ضد قوات القواعد الشرقية للجنرال خليفة حفتر، الذي تدعمه مصر والإمارات العربية المتحدة وروسيا وغيرها.
ويقول محللون إن المساهمات العسكرية التركية كانت حيوية في مساعدة حكومة الوفاق الوطني على عكس المكاسب التي حققها هجوم حفتر الذي استمر 14 شهرًا للاستيلاء على طرابلس.
وقال أكار الذي التقى برئيس الوزراء في حكومة الوفاق فايز السراج خلال جولته “أريدكم أن تعلموا أننا معكم اليوم وغدا، وسنفعل كل ما هو مطلوب لإخواننا الليبيين بتعليمات من رئيسنا”، وذلك أثناء جولة لعديد من المواقع العسكرية في ليبيا.
أكار والسراج وقعا على اتفاق دفاعي يسمح لتركيا بتمديد تدخلها العسكري المباشر في ليبيا، بعد أن كانت المخصصات العسكرية التركية لحكومة الوفاق الوطني اقتصرت حتى اليوم على الاستخبارات والدعم اللوجستي، وضربات الطائرات بدون طيار والمدفعية، وتزويد الأسلحة، وإرسال آلاف المرتزقة السوريين للقتال.
وكانت أنقرة وقعت مع حكومة الوفاق أواخر العام الماضي مذكرة تعاون عسكري في مقابل مذكرة ترسيم الحدود البحرية التي أتاحت لها التنقيب عن النفط في المتوسط بشكل رسمي، ومكافأة للوفاق نقلت تركيا قوات عسكرية إلى ليبيا وجندت مقاتلين سوريين للقتال في ليبيا.
–