أنقرة (زمان التركية) – استنكرت السلطات التشريعية في روسيا مقترحًا أمريكيا لشراء منظومة S-400 الروسية، التي حصلت تركيا عليها وتعجز عن تشغيلها حتى الآن خوفًا من إفساد علاقاتها مع الولايات المتحدة.
وكان رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، ليونيد سلوتسكي، قد أعرب عن آماله في تجاهل أنقرة للمقترح الذي تقدم به السيناتور الأمريكي، جون ثون، بشأن شراء الولايات المتحدة لمنظومة الاس 400 من تركيا مفيدا أن المقترح مجرد من المبادئ الأخلاقية.
وأضاف سلوتسكي إن هدف تركيا من شراء المنظومة هو مراقبة مجالها الجوي لضمان أمنها القومي وسيادتها مفيدا أن تركيا لن تتراجع عن أهدافها هذه لأجل فوائد كاذبة.
وكان السيناتور الأمريكي، جون ثون، قد طالب أول أمس بإضافة مادة إلى مسودة قانون موازنة الدفاع لعام 2021 تمكن الولايات المتحدة من شراء المنظومة الروسية من تركيا.
وتنص المادة المشار إليها إلى إمكانية شراء الولايات المتحدة شراء منظومة الاس 400 من تركيا في حال تقديم الأخيرة ضمانات بعدم شراء أنظمة لا تتوافق مع حلف الناتو.
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا بشكل كبير منذ عام 2018 مع اقتراب موعد تسليم الدفع الأولى من منظومة الدفاع الروسية، وبررت الولايات المتحدة مخاوفها بأن نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 في تركيا غير متوافق مع أنظمة الناتو ويهدد قدرات التسلل للطائرات المقاتلة الجديدة للحلف.
وبموجب مشروع قانون لميزانية الدفاع لعام 2019، أقره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2018 حظرت واشنطن في يوليو 2019 بيع مقاتلات (F-35) إلى تركيا مؤقتا رداً على إصرار أنقرة شراء منظومة صواريخ (S-400) الروسية.
وربط القانون مشروع الميزانية منع بيع مقاتلات (F-35) لتركيا وحظر منح تركيا حق تصنيعها، بسعي تركيا لشراء منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية (S-400).
وتشير تصريحات مسئولين روس إلى أنه كما أن تركيا لم تحسم قرارها بشأن تشغيل منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S 400، فهي أيضا مترددة في استلام الدفعة الثانية والأخيرة من منظومة الدفاع الصاروخي الروسية، ما يوحي بأن هناك محادثات امريكية على الحط.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، إن بلاده تنتظر قرار تركيا بشأن الدفعة الأخيرة من منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S 400.
وطرح بوريسوف خيار توقيع اتفاقية جديدة مع تركيا بشأن منظومة الاس 400، قائلا: “مثل هذه الخيارات مطروحة وفي حال ما إن تقدم الجانب التركي بطلب كهذا سنوقع على الاتفاق”.
هذا وأشار يوري بوريسوف إلى كون تركيا أول عضو بحلف الناتو يقوم بشراء منظومة دفاع جوية من روسيا.
وحصلت تركيا على منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية S-400، خلال النصف الثاني من العام الماضي، الأمر الذي ترتب عليه توتر في العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي وواشنطن، وعندما حان تفعيلها خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي، قالت أنقرة إنها ستأجل تشغيلها إلى ما بعد أزمة وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، ليطرح ذلك العديد من التكهنات.
وكان رئيس الإدارة الفيدرالية للتعاون الفني والعسكري الروسية ديميتري شوجايف أثار مطلع هذا الشهر غموضًا حول مصير الصفقة، عندما صرح بأن السلطات في روسيا تنتظر قرارًا من تركيا بشأن تسليم الدفعة الثانية من منظومة الدفاع الجوي S-400.
أما سفير روسيا لدى أنقرة، أليكسي يرهوف فقد أدلى بتصريحات مثيرة، إذ أوضح أن روسيا لن يكون لديها أي اعتراض إذا كان مصير المنظومة الدخول إلى المخازن وعدم تفعليها.
وقال يرهوف: “تركيا هي المالك لهذه المنظومة، الأمر مرتبط بقرارات الدولة بشكل كامل، يمكننا أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى: مثلًا أنا موزع سيارات، وأنتم أردتم شراء سيارة مني. وبعتها لكم، وحصلت على المال، وأنت حصلت على السيارة، عندها هي ملك لك، لك الحرية أن تذهب إلى الشاطئ أو تحمل بها بطاطس أو حتى ركب سلاح ناري فوقها والمشاركة في الحرب، وإن وضعتها في الجراج أيضًا هذا حق طبيعي لك”.
–