واشنطن (زمان التركية) – تقدَّم السيناتور الجمهوري جون ثيون بمقترح لإجراء تعديلات قانونية من شأنها أن تمكن الولايات المتحدة الأمريكية من شراء منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية S-400 التي حصلت عليها تركيا، وكانت سببًا في تدهور العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة.
موقع “Defense News” المتخصص في المجال العسكري وأخباره، أوضح أن المقترح تم التقدُّم به الأسبوع الماضي، وينص على إدخال تعديلات على آلية الموافقة على المشتريات الدفاعية (NDAA) ليمكن الإدارة الأمريكية من شراء المنظومات الصاروخية ضمن برنامج الجيش الصاروخي.
بينما قدَّم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي جيم ريش، تعديلًا آخر يلزم الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على تركيا ضمن قانون “مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات”، بسبب شرائها منظومة S-400 الصاروخية الدفاعية الروسية، رغم تحذيرات الإدارة الأمريكية لها.
وتشير تصريحات المسئولين الروس إلى أنه كما أن تركيا لم تحسم قرارها بشأن تشغيل منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S 400، فهي أيضا مترددة في استلام الدفعة الثانية والأخيرة من منظومة الدفاع الصاروخي الروسية.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، إن بلاده تنتظر قرار تركيا بشأن الدفعة الأخيرة من منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S 400.
وطرح بوريسوف خيار توقيع اتفاقية جديدة مع تركيا بشأن منظومة الاس 400، قائلا: “مثل هذه الخيارات مطروحة وفي حال ما إن تقدم الجانب التركي بطلب كهذا سنوقع على الاتفاق”.
هذا وأشار يوري بوريسوف إلى كون تركيا أول عضو بحلف الناتو يقوم بشراء منظومة دفاع جوية من روسيا.
وحصلت تركيا على منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية S-400، خلال النصف الثاني من العام الماضي، الأمر الذي ترتب عليه توتر في العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي وواشنطن، وعندما حان تفعيلها خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي، قالت أنقرة إنها ستأجل تشغيلها إلى ما بعد أزمة وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، ليطرح ذلك العديد من التكهنات.
وكان رئيس الإدارة الفيدرالية للتعاون الفني والعسكري الروسية ديميتري شوجايف أثار مطلع هذا الشهر غموضًا حول مصير الصفقة، عندما صرح بأن السلطات في روسيا تنتظر قرارًا من تركيا بشأن تسليم الدفعة الثانية من منظومة الدفاع الجوي S-400.
أما سفير روسيا لدى أنقرة، أليكسي يرهوف فقد أدلى بتصريحات مثيرة، إذ أوضح أن روسيا لن يكون لديها أي اعتراض إذا كان مصير المنظومة الدخول إلى المخازن وعدم تفعليها.
وقال يرهوف: “تركيا هي المالك لهذه المنظومة، الأمر مرتبط بقرارات الدولة بشكل كامل، يمكننا أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى: مثلًا أنا موزع سيارات، وأنتم أردتم شراء سيارة مني. وبعتها لكم، وحصلت على المال، وأنت حصلت على السيارة، عندها هي ملك لك، لك الحرية أن تذهب إلى الشاطئ أو تحمل بها بطاطس أو حتى ركب سلاح ناري فوقها والمشاركة في الحرب، وإن وضعتها في الجراج أيضًا هذا حق طبيعي لك”.
الخبير التركي في الشأن الروسي كريم خاص، علق، قائلًا: “يبدو أن حكومة أردوغان ستحصل على الدفعة الثانية من S-400، ولكن كما حدث مع الدفعة الأولى التي أرسلت إلى المخازن بحجة وجود أزمة كورونا، سيتم وضع الدفعة الثانية أيضًا في المخازن إلى أن يتم اكتشاف لقاح لكورونا”.
والشهر الماضي أفاد ممثل الولايات المتحدة لشئون سوريا، جيمس جيفري، أن شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S 400 هو العنصر الأساسي المثير للأزمة في العلاقات بين واشنطن وأنقرة.
وقالت الولايات المتحدة إن نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 في تركيا غير متوافق مع أنظمة الناتو ويهدد قدرات التسلل للطائرات المقاتلة الجديدة للحلف.
–