برلين (زمان التركية) أعربت الرئاسة التركية عن الاستياء مما كشفه كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، من مباحثات أجراها الرئيس رجب أردوغان مع والولايات المتحدة، وتضمنت قضايا حساسة.
فخر الدين آلطون، رئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية قال في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”، فجر الخميس، إنه “من غير المقبول على الإطلاق أن يقوم مسؤولون سابقون رفيعو المستوى، باستخدام مباحثات دبلوماسية جادة، ومساعٍ لحل عدد من القضايا بين الحلفاء؛ كمادة ضمن الأجندة السياسية الداخلية”.
وكان كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي، السابق جون بولتون تناول قضية بنك “خلق” التركي الحكومي، المتهم بخرق العقوبات الأمريكية على إيران، و مؤسس حركة الخدمة فتح الله كولن والمقاتلين الأكراد في سوريا. وطلب الرئيس أردوغان من نظيره الأمريكي دونالد ترامب غلق ملف قضية البنك وتسليم كولن ووقف دعم المقاتلين الأكراد.
واعتبر ألطون أن “المباحثات التي أجراها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، تم نقلها بشكل خاطئ أحادي الجانب، بعد التلاعب فيها”.
أضاف قائلا “ومن الواضح كذلك أن الهدف من هذا التزوير هو تحقيق مكاسب سياسية داخلية ومنافع شخصية”، مشيرًا إلى أن “تركيا لم تعدد تتعجب من مثل هذه التلاعبات التي تستهدفها، غير أننا سنواصل تقويض هذه المحاولات من خلال اتخاذ مواقف حاسمة ضدها”.
ومنذ أن أصدر مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي، جون بولتون، كتابه تحت عنوان “الغرفة التي شهدت الأحداث” تكشفت العديد من الحقائق حول العلاقة بين ترامب وأردوغان.
الكتاب قال إن ترامب وعد أردوغان بإغلاق ملف قضية “بنك خلق”، بعد الإطاحة بالقضاة التابعين لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
كتاب بولتون ذكر في فصل بعنوان: “المستبدون المفضلون لترامب” أنه كان يجري الترتيب للقاء بين صهر أردوغان ووزير المالية التركي الحالي بيرات البيرق، وصهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، لمتابعة تطورات القضية، مؤكدًا على تدخل صهري الرئيس الأمريكي والتركي في قضايا دولية ليست من اختصاصهما.
وأوضح ألطون أن “الرئيسين أردوغان وترامب حريصان على إصلاح العلاقات التركية الأمريكية، واستمرارها بشكل مستقر، وذلك رغم الاختلافات العميقة، ورغم الأصوات التي تستهدف تركيا في واشنطن”.
وزاد قائلا “الرئيس أردوغان في كل مناسبة يتحدث علانية عن أولويات تركيا، ويدافع باستماتة عن مصالحنا، ومواقفه بخصوص عدد من القضايا مع الولايات المتحدة سواء بشأن منظمة فتح الله غولن الإرهابية، وتنظيم (ي ب ك/بي كا كا) الإرهابي، هي نفس المواقف في السر والعلن”.
وأشار إلى أن “القضايا القائمة بين تركيا والولايات المتحدة حاليًا تعود لفترة حكم الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما”، مشيرًا إلى أن أردوغان عمل مع عدد كبير من المسؤولين الأمريكيين سواء وهو رئيس للوزراء أو رئيس للدولة.
كما شدد على أنه “لا يوجد لدينا شك في أن العلاقات التركية الأمريكية ستتغلب على كل هذه المحاولات التي تهدف للنيل منها، وستزداد قوة، فالبلدان لديهما العديد من القيم والمصالح المشتركة، ورئيسنا سيواصل حواره المفتوح والصادق مع نظيره الأمريكي، ترامب”.
ويقدم الكتاب صورة مفصلة لكيفية نجاج أردوغان في الوصول إلى ما يبتغيه من الإدارة الأمريكية في كل القضايا التي تقع تحت سلطة ترامب المباشرة.
ووفق الكتاب كانت المرة الوحيدة التي انزعج فيها ترامب من أردوغان بعد رفضه إطلاق سراح القس أندرو برونسون الذي اعتقلته تركيا بتهمة التجسس والقيام بإنشطة إرهابية عام 2016، لكن أردوغان رضخ في النهاية وأفرج عن برونسون رغم التهم الموجهة له بسبب العقوبات التي فرضها ترامب على تركيا.
–