أردوغان (زمان التركية) – كشفت وزارة البيئة والتخطيط العمراني مخططها لإعمار منطقة باشاك شهير الواقعة في الشطر الأوروبي من مدينة إسطنبول، والمتوقع أن تكون بالقرب من محور قناة إسطنبول المزمع البدء في حفرها خلال أشهر، على حد زعم الحكومة.
مخطط وزارة البيئة والتخطيط العمراني يشمل تحويل قطعة أرض بمساحة 5.7 ملايين متر مربع في منطقة باشاك شهير، إلى منطقة “مشروع خاص” من أجل تشييد بناء متجر متعدد الطوابق وسوق وفندق ومساكن لمشروع قناة إسطنبول الجديدة الذي يواجه اعتراضات كبيرة، وتوقعت الوزارة أن تجذب المنطقة 45 ألف نسمة.
الوزارة علقت المخطط السابق لمنطقة “تاتارجيك” التابعة لبلدة باشاك شهير، وأوضحت في تقريرها أنها تقرر تحويل مساحة 576 هكتارًا، أي ما يعادل 5 ملايين و760 ألف متر مربع، إلى “منطقة مشروع خاص”.
وكانت الدائرة 12 من محكمة إسطنبول الإدارية قد أصدرت قرارًا في عام 2017 بإلغاء مخططات الإعمار الخاصة بمنطقة المشروع الخاص التي وافقت عليها الوزارة في عام 2015.
ولفتت الوزارة في تقريرها إلى أن المنطقة المخططة محاطة بعدد من الاستثمارات والمشروعات الكبيرة المستمرة والتي لم تبدأ بعدُ، وقالت: “بعض هذه المشروعات هي طريق شمال مرمرة السريع، ومشروع قناة إسطنبول، ومشروع يني شهير، والمطار الثالث”.
وأوضحت أنه عند إتمام هذه المشروعات سيزداد الطلب والاهتمام بهذه المنطقة، مما سينعكس على زيادة التعداد السكاني، قائلة: “مع زيادة التعداد السكاني، ستظهر الحاجة لعقارات ومساكن جديدة، وستزداد أهمية منطقة التخطيط الموجودة ضمن المنطقة، بغرض تغطية جزء من هذه الاحتياجات”.
اللافت في مخطط الإعمار أن 25% من هذه المساحة المذكورة مبانٍ خرسانية، وتقع أجزاء منها في صورة مساكن على أراضٍ في منطقة الزلازل، فضلًا عن وجودها على خط السكة الحديد.
وكان أردوغان اعترف في خطاب قبل أعوام بأنهم “خانوا مدينة إسطنبول” من خلال زيادة المباني وناطحات السحاب الخرسانية، الأمر الذي قضى على طبيعة المدينة العريقة.
ومن المثير للدهشة أن الرئيس أردوغان استخدم عبارات شديدة اللهجة في ندوة عام 2019 بعنوان: “الإدارات المحلية في نظام الحكومة الرئاسية”، منتقدًا الكوارث البيئية والطبيعية التي نتجت عن تنفيذ مشاريع ضخمة من قبِل شركات موالية له! فعلى الرغم من أنه من دمر الغابات وقطع أشجارها وتسبب في قتل عديد من العمال في سبيل إنشاء مطار إسطنبول الثالث وطريقِ مرمرة السريع، وأن المقاولين المقربين منه تسببوا في مقتل عشرات العمال في مصاعد المساكن الفاخرة المكونة من 30-40 طابقا في إسطنبول والمحافظات الأخرى، إلا أنه برأ نفسه وحكومات حزب العدالة والتنمية من كل ذلك وحمَّل المسؤولية الآخرين المجهولين في خطابه المذكور!
ومع أن أردوغان من أسس قصره الفاخر المكون من أكثر من ألف غرفة بعد أن قطع آلاف الأشجار في غابات أتاتورك، رغم أنها المنطقة الخضراء الوحيدة في العاصمة أنقرة، وأنه من قضى على آلاف الفدانات من مساحات الغابات وبساتين الزيتون في سبيل القصر الجمهوري الصيفي الجاري إنشاؤه حاليا في خليج مارماريس-أوكلوك بمدينة موغلا الساحلية إلا أنه قال
في الندوة المذكورة: “هناك من يحاولون تحويل سواحلِ بحارنا وأراضي غاباتنا إلى كتلة خرسانية! الطمع في الأموال والرأسمالية من يجعلهم يُقْبلون على مثل هذه الأعمال والمشاريع دون مبالاة بالبيئة والطبيعة وتدمير الغابات وقطع الأشجار. فهمّهم الوحيد هو كسب أموال وإنشاءُ ناطحات السحاب! بينما نحن نرى أن الحضارة هي القرب من الأرض والترابِ والبعد عن ناطحات السحاب الخرسانية. ومن هنا أوجه كلامي لوزير البيئة والتخطيط الحضاري: عليك أن لا ترحم على أحد منهم، فإن لم يهدموا هم بأنفسهم ما بنوه فإننا سنقوم بهدمها!”، على حد قوله.
وتتهم حكومة حزب العدالة والتنمية بالقضاء على مساحات شاسعة من غابات تركيا على حساب التطور العمراني، وعلى سبيل المثال بلغت مساحة الغابات التي تمت إزالتها في إسطنبول لإقامة مطار إسطنبول الثالث، وكذلك جسر إسطنبول الثالث والطرق السريعة المحيطة به، نحو 103 كيلو متر مربع.
–