أنقرة (زمان التركية) – دعا وزير خارجية تركيا الأسبق ياشار ياكيش كلاً من تركيا ومصر إلى خلق أرضية مشتركة لإجراء اتصالات دبلوماسية وإيجاد حلول من شأنها منع حصول صدام عنيف محتمل بين الطرفين بسبب اختلاف وجهات نظرهما من الأزمة الليبية، مشيرًا إلى أن “الإخوان المسلمين” هم سبب الأزمة.
ياكيش، الذي عمل سفيرا لتركيا لدى مصر في الفترة بين عامي 1995 و1998، استدرك قائلاً: “لكن الحكومة التركية الحالية لا تعطي الأولوية للغة الدبلوماسية في الوقت الراهن”.
أفاد ياكيش أن مصر ترى الإخوان المسلمين كتهديد وجودي، وأنها قد تعزز وجودها على الساحة في ليبيا، لمنع تصاعد قوة قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية التي يتشكل غالبيتها من الإخوان المسلمين.
وأوضح ياكيش أن صداما حادا قد يقع بين تركيا ومصر في حال إرسال الأخيرة جنودا إلى ليبيا، مفيدا أن بإمكان الدولتين التوصل إلى حل دون الاصطدام في حال إجراء الاتصالات الدبلوماسية، غير أن الدبلوماسية ليست مفعلة في الوقت الراهن.
وفي حديثه مع صحيفة (جمهوريت) التركية تناول ياكيش تصريحات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بشأن احتمالية إرسال مصر جنودا إلى ليبيا لمساندة الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر في طبرق.
الإخوان المسلمون أشبه بالعمال الكردستاني
وأشار ياكيش إلى إجراء السيسي زيارته إلى المنطقة الغربية لمصر، التي أعلن خلالها إمكانية إرسال مصر جنودا إلى ليبيا، برفقة زعماء القبائل على الجانبين المصري والليبي، قائلا: “الحدود بين مصر وتركيا حدود مخطوطة، فجزء من القبائل بالمنطقة يقع على الجانب المصري والجزء الآخر يقع على الجانب الليبي. ووجود قبائل على جانبي الحدود يسهِّل من مهمة مصر”.
وذكر ياكيش أن الإدارة المصرية بقيادة السيسي ترى الإخوان المسلمين أكبر تهديد لها، وأن ليبيا تحت قيادة حكومة الوفاق التي يتشكل غالبيتها من الإخوان المسلمين تشكل تهديدا لمصر أشبه بالتهديد الذي يشكله تنظيم العمال الكردستاني لتركيا، مفيدا أنه في حال مواصلة تركيا تعزيز وجودها هناك وعجزها عن خلق أرضية مشتركة فإن الأمر قد يصل إلى صدام عنيف بين الجانبين التركي والمصري.
أرضية مشتركة
وأكد ياكش أنه في الوقت الحالي بالإمكان خلق أرضية مشتركة في حال إعطاء فرصة للدبلوماسية، قائلا: “في حال إجراء اتصالات دبلوماسية فبإمكان الدبلوماسيين إيجاد حلول ستقلل خسائر الطرفين. لذا يجب على تركيا إعطاء الأولوية لهذا الأمر لكنها لا تفعل هذا بالوقت الراهن”.
هذا وأوضح ياكيش أن اتفاقية ترسيم الحدود المائية التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق الليبية بمثابة “نافذة الفرصة” لتركيا قائلا: “لكن في الدبلوماسية لا يمكن تحقيق كل ما نريده كليا”.
–