أنقرة (زمان التركية): قضت المحكمة الدستورية في تركيا بأن سجن صلاح الدين دميرتاش الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، الحزب الرئيسي المؤيد للأكراد في تركيا، يمثل انتهاكا لحقوقه.
وجاء في الحكم الذي نشر في الجريدة الرسمية التركية أن احتجاز دميرتاش تجاوز الفترة المعقولة، مشيرا إلى أن حقه في الحرية تعرض للانتهاك، وأمرت المحكمة بتعويضه ماديا.
ويذكر أن دميرتاش مسجون منذ نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016 لاتهامات متعلقة بالإرهاب.
فمن هو صلاح الدين دميرتاش؟
درس دميرتاش (مواليد معمورة العزيز، شرقي تركيا، 1973) في كلية الحقوق بجامعة أنقرة، وأصبح عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة حقوق الإنسان التركية في مدينة ديار بكر، ثم أصبح رئيساً لها، وشكّل جمعية حقوق الإنسان التركية وأسس مكتب ديار بكر لمنظمة العفو الدولية.
وكان يدعو البرلمان التركي باستمرار إلى الاعتراف بالهوية الكردية والسماح للغة والثقافة الكردية، كون الأكراد يشكلون ثاني أكبر قومية في البلاد، ويبلغ عددهم ما بين 20 و25 مليون نسمة من أصل عدد سكان تركيا البالغ 80 مليون نسمة.
وكان دميرتاش قد أشار في عدة مقابلات صحفية إلى أنه سمع لأول مرة بــ “الأكراد” في مرحلة الدراسة الثانوية للتأكيد على التعتيم الإعلامي على الهوية الكردية.
واعتقلته السلطات التركية في 4 أكتوبر/تشرين الأول عام 2016 مع الرئيسة المشتركة السابقة للحزب، فيغن يوكسكداغ، و13 نائبا عن الحزب بتهمة التعاون مع حزب العمال الكردستاني.
حياة سياسية
انخرط في الحياة السياسية بعد تأثره باغتيال رئيس حزب العمل الشعبي الكردي فيدات آيدن، الذي سجلت جريمة اغتياله ضد مجهول عام 1991.
وفي عام 2007، انضم إلى حزب المجتمع الديمقراطي اليساري الكردي، ثم أصبح نائباً عن الحزب في البرلمان. أتُهم في عام 2009 من قبل السلطات والمحكمة الدستورية العليا بالارتباط مع حزب العمال الكردستاني الذي يخوض صراعا مسلحا ضد الدولة التركية منذ 1984.
ثم أصبح نائباً عن حزب السلام والديمقراطية اليساري الكردي الذي حظرته المحكمة لذات السبب.
ثم شارك في تأسيس حزب الشعوب الديمقراطي في عام 2012 وترأس الحزب مناصفة مع السياسية التركية اليسارية فيغن يوكسكداغ. ويقول الحزب عن نفسه بأنه المظلة التي تحمي حقوق جميع المكونات الموجودة في تركيا وليس الأكراد فقط..
وُجهت له تهمٌ عدة من بينها، قيادة “منظمة إرهابية والترويج لها”، بحسب وكالة الأناضول التركية.
وتقول السلطات إن حزب الشعوب الديمقراطي، وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان، مرتبط بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولايات المتحدة والدول الأوروبية منظمة إرهابية، بينما ينفي الحزب بأن يكون له أي صلة بهذا الحزب.
وبحسب النظام الداخلي للحزب ذي الغالبية الكردية، فإنه يمثل الشعب التركي بكل أطيافه من ليبراليين أتراك وأرمن وأنصار البيئة والمدافعين عن حقوق الانسان وحقوق المثليين والمسلمين المتدينين والملحدين وهو أكبر حزب من حيث عدد النساء المنتسبات له.
حرب سياسية
وصعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من حدة هجومه على دميرتاش ووصفه بالإرهابي وحمله المسؤولية عن مقتل عشرات المتظاهرين من أنصار الحزب بسبب دعوته إلى التظاهر عام 2014 تضامنا مع مدينة عين العرب (كوباني) السورية عندما كانت تتعرض لهجوم شرس من قبل تنظيم الدولة الاسلامية.
واتهم دميرتاش خصمه أردوغان “بأنه يرى في السياسة وسيلة لتحقيق سلطة شخصية، ويرى نفسه زعيما دينيا للخلافة الإسلامية”.
وخاطب دميرتاش أنصاره عبر اتصال هاتفي بزوجته يوم 6 يونيو/حزيران من زنزانته قائلا: “لقد أصبحت تركيا أشبه بسجن مفتوح، إنهم يحاولون حكم المجتمع عبر الترهيب والتخويف”.
ويسمح لدميرتاش بالاتصال عبر الهاتف بأسرته مرة واحدة في الأسبوع ولمدة عشر دقائق فقط.
ووصف دميرتاش حكومة أردوغان بـ ” دولة تمارس القتل”. وأضاف أن هذه الانتخابات “نقطة حاسمة، ستحدد ما إذا كانت تركيا ستتجه نحو نظام الرجل الواحد السلطوي أو نحو النضال من أجل الديمقراطية”.