أنقرة (زمان التركية) – استنكر حزب الديمقراطية والتقدم برئاسة علي باباجان، عرقلة السلطات “مسيرة الديمقراطية ضد الانقلاب” التي أطلقها حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، منتصف هذا الشهر اعتراضًا على رفع الحصانة من على اثنان من نوابه واعتقالهما.
وأطلق الحزب الكردي يوم الإثنين الماضي “مسيرات الديمقراطية” إلى أنقرة، من ولايتي هكاري بجنوب شرق البلاد، وولاية أدرنة في الغرب، حتى يوم السبت المقبل، إلا أن الشرطة تصدت للمسيرات وفرقتها بقنابل الغاز وحاصرت قبل ذلك مقر حزب الشعوب الديمقراطي في أدرنة، كما فرضت بعض المقاطعات حظراً على المظاهرات.
رئيس لجنة الحقوق وسياسات العدل في حزب الديمقراطية والتنمية، مصطفى يانار أوغلو قال تعليقًا على عرقلة المسيرات: “نحن نشجب القرارات التعسفية ضد الحق في تنظيم مسيرات وتظاهرات واجتماعات الذي يكفله الدستور، وكذلك استخدام العنف ضد المواطنين الراغبين في التمتع بهذا الحق”.
وأكد يانار أوغلو أن تنظيم الاجتماعات والمسيرات والتظاهرات هو أحد القيم الأساسية للمجتمعات الديمقراطية، قائلًا: “من غير الممكن أن تقوم المحكمة الدستورية بمنع مسيرة تزعج الحزب الحكم أو السلطة السياسية. على الجهات المسؤولة أن تتقبل هذا النوع من التظاهر والاجتماعات، مهما كانت تستخدم عبارات غير مريحة بالنسبة لهم، طالما حافظت على سلميتها ولم يتخللها أي أعمال عنف. وهذا التسامح هو أصل الديمقراطية”.
وأكد يانار أوغلو أن الأيام الأخيرة تشهد حالة من تجاهل الدستور وانتهاك الحقوق المكفولة فيه ومنع المواطنين من استخدامها بأيادي السلطة المستبدة، محذرًا من أن الدولة التركية ستظل في أزمة خطيرة طالما استمرت الأحكام الاعتباطية بدلًا من إعمال سيادة القانون.
كما لفت إلى التعامل الأمني العنيف مع المتصدين للمحاولة الانقلابية عام 2016، عندما طالبوا هذا الأسبوع بصرف المساعدات المالية التي جمعت لهم، واعتبر اعتداء الشرطة عليهم “غير مقبول”.
وأوضح أن البلاد أصبحت في حالة يعجز فيها المواطنون التعبير عن آرائهم ولا يستطيعون انتقاد النظام، قائلًا: “إن النظام يكمم كل الأصوات والآراء التي تنتقده. بل ويتهم كل من لا يفكرون مثله بالإرهاب، ويرهبهم هو بسياسات التخويف والقمع. وكل هذه هي أدلة واضحة على استبداد السلطة”.
وأفادت تقارير صحيفة أن السلطات التركية أقدمت صباح اليوم الأربعاء على اعتقال عارف أسلان الذي يعمل صحفيا حرا لصالح النسخة الكردية لإذاعة صوت أمريكا في وقت كان يغطي مسيرة الديمقراطية ضد الانقلاب في مدينة حكاري التي تشكل إحدى المحطات التي سيمر بها المشاركون في المسيرة.
–