تسعى أنقرة الى مغازلة القاهرة بعد سنوات من التوتر بسبب التدخلات التركية في المنطقة ودعمها غير المشروط للتنظيمات المصنفة ارهابية على غرار تنظيم الاخوان ما يهدد الامن القومي المصري.
وفي هذا الصدد أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن الطريقة الأكثر عقلانية لعودة العلاقات التركية المصرية، تكون عبر الحوار والتعاون مع تركيا بدلا من تجاهلها.
وأوضح تشاووش أوغلو في مقابلة على قناة “ان تي في” التركية الخميس، أنه بتفويض من الرئيس رجب طيب أردوغان أجرى اتصالات مختلفة مع مصر في السابق، إلا أن التوازنات في ليبيا أدت إلى توتر العلاقات قليلا.
وقال تشاووش أوغلو “عند النقطة التي وصلنا إليها، تطبق الطريقة الأكثر عقلانية، وهي إجراء حوار وتعاون مع تركيا بدلا من تجاهلها”.
لكن تركيا التي تدعي جنحها للسلام وسعيها للتفاهم مع مصر مارست طيلة سنوات سياسة تهدد امنها القومي خاصة مع دعم المتطرفين وتحويل اراضيها الى مكان امن لقيادات الاخوان المطلوبين بتهم الارهاب من السلطات المصرية.
كما سعت ترك
يا الى دعم المنصات الاعلامية الموالية للاخوان لتشويه مصر والقدح في قياداتها ومسؤوليها وجيشها الوطني منذ 2013 عندما قررت المؤسسة العسكرية الوقوف الى جانب الشعب في مواجهة الفوضى واستبداد حكم الرئيس الراحل محمد مرسي.
ويشكك كثيرون في جدوى المغازلة التركية مع مواصلة انقرة لنفس السياسات في المنطقة خاصة محاولاتها الهيمنة على مقدرات الشعوب ومساندتها للتنظيمات المتطرفة والتدخل العسكري والاعلامي في شؤون الدول.
ولمصر شروط عديدة للموافقة على اية استعداد للحوار مع المسؤولين الاتراك وتتمثل اساسا في تخلي انقرة عن دعم الإرهاب وتسليم المطلوبين والكف عن التدخل في الشان الليبي باعتباره جزء من الامن القومي المصري.
لكن اوغلو ناقض رغبته في التقرب من مصر بالعودة الى نفس الخطاب المشكك في شرعية النظام الحالي بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والتدخل في الشان الداخلي المصري حيث قال وزير الخارجية التركي ان بلاده تعارض ما زعم انه انقلاب في مصر.
ويرى مراقبون ان تصريحات اوغلو تاتي عقب موقف مصر القوي في محاولة ايجاد حلول سلمية تنهي ازمة الشعب الليبي والاقتتال الداخلي بعيدا عن التدخلات الاجنبية وفي مقدمتها التدخل التركي وذلك عبر طرح مبادرة للسلام الاسبوع الماضي.
وشككت تركيا في المبادرة المصرية وحاول الرئيس رجب طيب اردوغان جمع راي عام دولي ضدها لكنه فشل في ذلك مع تاييد الدول العظمى ودول اقليمية للمبادرة.
وتتخوف انقرة وحلفاؤها في ليبيا وبالتحديد حكومة الوفاق من تدخل عسكري مصري في حال اصرت الميليشيات على مواصلة هجومها في سرت شرق العاصمة طرابلس وتهديد الحدود الغربية لمصر.
وتمكنت حكومة الوفاق من تحقيق مكاسب ميدانية في الاسابيع الاخيرة بفضل التدخل التركي الذي وفر السلاح والمرتزقة بالرغم من التنديد الدولي.
وتواصل تركيا التدخل في الشان الليبي حيث أجرى وزير خارجية الوفاق محمد سيالة، مباحثات مع السفير التركي في طرابلس سرحان آكسن، بشأن تطورات الأوضاع والتعاون بمختلف المجالات.
وأفادت وزارة الخارجية الليبية، في بيان مقتضب عبر تويتر، الخميس، بأن سيالة بحث مع آكسن في طرابلس، “تطورات الأوضاع، والتعاون الليبي التركي في كل المجالات”.
ويأتي هذا اللقاء بعد أيام من زيارة لأنقرة قام بها فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دوليا، أجرى خلالها مباحثات مع أردوغان.
وأثناء مؤتمر صحفي مشترك مع السراج، في 4 يونيو/ حزيران الجاري، قال أردوغان، إن أنقرة تهدف إلى “تطوير التعاون القائم مع ليبيا حول الاستفادة من الموارد الطبيعية في شرق المتوسط، بما في ذلك عمليات البحث والتنقيب”.
فيما قال السراج إن حكومته تتطلع إلى “عودة قريبة للشركات التركية لإعادة إعمار ليبيا”، مضيفا: “نشكر تركيا لوقوفها إلى جانب ليبيا وشعبها، والدفاع عن الشرعية فيها”.
وترفض مصر مذكرة التفاهم التركية الليبية خاصة في ما يتعلق باستغلال الغاز والنفط قبالة سواحل ليبيا وشرق المتوسط وتعتبر ذلك ايضا تهديدا لمصالحها.