أنقرة (زمان التركية)ــ قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده ترحب بالحوار مع مصر، وأنه خيار “أكثر عقلانية” بينما اعتبر مبادرة وقف إطلاق النار التي قدمتها القاهرة “غير صادقة”.
وفي برنامج حواري على قناة “NTV” التركية صباح اليوم الخميس، تطرق جاويش أوغلو للملف الليبي ومبادرة “إعلان القاهرة” وغاز شرق المتوسط والعلاقات مع اليونان.
فيما يتعلق بمصر، أوضح جاويش أوغلو أنه كان هناك تواصل مع المسؤولين المصريين في فترة سابقة بناءً على توجيهات من رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، على حد قوله.
وأشار أنه التقى بوزير الخارجية المصري سامح شكري في عدد من المنصات الدولية المختلفة، كان من بينها لقاء في نيويورك خلال العام الماضي، قائلًا: “لقد أكدنا خلال اللقاءات على ضرورة أن نقف وجه لوجه في المحافل الدولية. ولكن لكون كل منا مع طرف مختلف فيما يتعلق بالتوازنات في الملف الليبي، فقد توترت العلاقات إلى حد ما”.
جاويش أوغلو زعم في تصريحات أن الخيار الأمثل بالنسبة لمصر هو بدء حوار مع تركيا والتعاون معها، قائلًا: “النقطة التي وصلنا لها الآن، هي أن الخيار الأكثر عقلانية لمصر، هو بدء حوار مع تركيا والتعاون معها، بدلًا من تجاهلها”.
وأكد جاويش أوغلو أن مصر مهمة للمنطقة والعالم الإسلامي ولإفريقيا، قائلًا: “هل يعقل أن تكون تركيا ضد الشعب المصري؟ بالتأكيد نحن نعارض “الانقلاب”، وليس الشعب المصري. فهم أخوتنا. إن مصر دولة مهمة لمنطقة الشرق الأوسط، وللدول الإسلامية، والقضية الفلسطينية فالجميع يعلم مخططات إسرائيل الاستعمارية، وكذلك لأفريقيا وللبحر المتوسط. نحن نريد هذه الدولة أن تكون دائمًا مستقرة. لا نريد قوة الدولة والشعب المصري أن تذهب هباءً من خلال الانقلابات والفوضى. إن العالم العربي والإسلامي والشرق الأوسط في حاجة ماسة لمصر قوية ومستقرة. ونؤكد على ذلك دائمًا. لذلك نحن نعارض الانقلاب”، على حد تعبيره.
إعلان القاهرة
جاويش أوغلو تحدث عن سبب رفض إعلان القاهرة لوقف إطلاق النار في ليبيا،
المعلنة بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيله صالح.
أوضح جاويش أوغلو أن إعلان وقف إطلاق النار الذي خرج من القاهرة بحضور حفتر وعقيله ولد ميتًا وغير واقعي، مفسرًا تصريحه: “في الواقع استخدام تعبير وقف إطلاق النار هنا خاطئ، في القوانين الدولية تقول إن وقف إطلاق لا يمكن أن يكون مع انقلابيين أو إرهابيين. وإنما يجب استخدام مصطلح وقف الاشتباكات، إن المصطلح -السابق- ليس قانوني ولكنه تعبير سياسي”.
جاويش أوغلو تجاهل ما قاله قبل ثوانٍ عن عدم إمكانية عقد وقف إطلاق النار مع من يصفهم بالانقلابيين، وزعم أن سبب رفض الدعوة المنطلقة من القاهرة هو أن حفتر نفسه لا يريد وقف إطلاق النار، حيث رفض التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق نار سابقة برعاية دول كبيرة في حضور السراج خلال قمة موسكو وخلال قمة برلين التي حضرها أردوغان.
وزعم جاويش أوغلو أن دعوة إطلاق النار التي تم الإعلان عنها من مصر “غير صادقة”، وقال إن مصر حتى وإن ظهرت في قمة برلين وأنها تريد وقف إطلاق النار إلا أنها في الحقيقة لا تريد ذلك، وإلا كانت أقنعت حفتر بوقف إطلاق النار آنذاك، على حد زعمه.
كما اعتبر أن حفتر خصم حكومة الوفاق المدعومة من قبل أنقرة “صفر” بدون الدول الداعمة له، مؤكدًا أن الطرف الوحيد المعترف بمشروعيته في ليبيا هو فايز السراج، حيث تعترف به الأمم المتحدة والعالم أجمع، على حسب ادعائه.
واتهم وزير خارجية ليبيا، قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر برفض المبادرات السياسية وإعلانه الاستيلاء على البلاد بتصرفات انقلابية أشبه بالقرصنة، زاعمًا أن حفتر لجأ لإعلان وقف إطلاق النار من القاهرة بعد أن زادت هزائمه.
وقال جاويش أوغلو: “إن حفتر يمنع تصدير البترول. وبهذا قد قام بالاستيلاء على جزء هام من موارد الدولة عن طريق أعمال قرصنة. وبهذا قد أثبت أنه غير صادق في تصريحاته، وكذلك أثبت أيضًا أنه لن يكون له مكانًا في مستقبل ليبيا”.
أما فيما يتعلق بالأنباء المثارة في الإعلام التركي عن “هروب حفتر من ليبيا”، أكد جاويش أوغلو أنه لا يملك أي معلومات في هذا الشأن، زاعمًا أن الشيء المؤكد هو وجود تدهور كبير في دفته بسبب حدوث انتقال سريع للقبائل والعشائر الليبية إلى تأييد حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج.
وتوترت العلاقات بين مصر وتركيا منذ عزل حليفها الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه، فيما تحتضن تركيا عددا كبيرا من قايدات الإخوان وسمحت لهم بإنشاء وسائل إعلام معارضة تهاجم مصر من على أرضها.
–