أنقرة (زمان التركية) – يستخدم الرئيس التركي رجب أردوغان قضية متحف آياصوفيا وتحويلها إلى مسجد، كورقة سياسية تارة لإظهار التسامح وقبول الآخر وتارة أخرى للحفاظ على شعبيته التي يستمدها من أصوات التيار المحافظ.
أردوغان ظهر في 29 مايو/ أيار الماضي الموافق للذكرى 567 لفتح إسطنبول، من داخل متحف آياصوفيا، يقرأ سورة الفتح؛ الأمر الذي دفع اليونان للاعتراض على هذه الخطوة، ثم أعلن أردوغان عن اتخاذ خطوات من أجل إعادة فتح آياصوفيا للعبادة مرة أخرى.
أردوغان من جانبه أوضح أن الشعب التركي هو من سيحدد مصير آياصوفيا، قائلًا: “من الممكن أن يجري السائحون زيارات لآياصوفيا بصفته جامعًا، مثله مثل السلطان أحمد. سيتم إقامة الصلاة في آياصوفيا، وقراءة سورة الفتح. والقرار سيصدر عن شعبنا العزيز”.
وأبدى أردوغان في عدة مناسبات مواقف لا تؤيد تحويل آيا صوفيا إلى مسجد.
وكان أردوغان شارك عام 2014 في احتفال إعادة فتح مسجد أورتاكوي بعد الترميم ورد على مطالبات الحاضرين بإعادة تحويل آياصوفيا إلى مسجد قائلًا: “إخوتي، لنملأ أولا مسجد السلطان أحمد”.
وكذلك قال على قناة أولكه التركية خلال شهر مارس/ آذار من العام الماضي في أعقاب الهجوم الذي تعرض له أحد المساجد في نيوزلاندا: “البعض يطالبون بفتح آياصوفيا للعبادة. لكن لا معنى للانجرار وراء استفزاز هذا الإرهابي الخسيس من منطلقات عاطفية. يجب أن لا نقع في مثل هذه الألاعيب. هذا أيضًا عمل استفزازي. لقد اضطررت لقول هذه التصريحات حتى نفسد هذه الألاعيب”.
لكن أردوغان بعد هذه التصريحات بأيام، وخلال أحد مؤتمراته الجماهيرية التي نظمها قبل انتخابات المحليات، أدلى بتصريحات مخالفة تمامًا، حيث قال: “هناك من يقف على بعد 16 ألفًا و500 كيلو متر ويريد الاستيلاء على آياصوفيا. لقد صبرنا كثيرًا، وقد قلت ذلك من قبل. كما تعرفون آياصوفيا تحولت من مسجد إلى متحف قبل مدة قصيرة. ولكن آن الأوان إن شاء الله بعد الانتخابات لنحول آياصوفيا من متحف إلى مسجد من حيث الاسم، لدينا العديد من الخطط في هذا الشأن. وسنبدأ في تطبيق هذه الخطط”.
وفي إطار تعليقه على تصريحات أردوغان هذه قال الكاتب الصحفي من موقع (TR24) علي أونال: “مر عام كامل على هذه التصريحات دون أي خطوة واحدة في هذا التوجه؛ لأنهم إذا فتحوا آياصوفيا للعبادة لن يكون في يدهم الكثير من الأوراق الأخرى التي يمكنهم اللعب بها لزغللة أعين الإسلاميين. بالضبط مثل القضية الفلسطينية، فهناك المتعاطفون مع آياصوفيا بقدر فلسطين. أردوغان يكسب كثيرا من المؤيدين من وراء تصريحاته المدافعة عن فلسطين وآياصوفيا دون أن يفعل أي شيء على أرض الواقع. إذا تتذكرون كان يقول قبل بضع سنوات، ويكرر في كل شهر تقريبًا: سنذهب نهاية هذا الأسبوع إلى قطاع غزة. ولكن غزة أصبحت في طي النسيان… هل هناك من يستمع الآن ولو صدفة لكلمة غزة”.
وأضاف: “أعتقد أن آياصوفيا لو تحولت إلى مسجد لن يكون هناك أصوات معارضة أو انتقادات كبيرة في المجتمع الدولي. قد تصدر تصريحات من مكان أو اثنين من أجل إنقاذ الموقف، وبعدها ستُنسى آياصوفيا. ولكن هذه الخطوة لن تكون في مصلحة الإسلام السياسي حيث سيفقد الإسلاميون ورقة مهمة دأبوا على استخدامها”.
من جهة أخرى قال الكاتب الصحافي عبد القادر سلوي إن مساعدي أردوغان بدأوا دراسات قانونية لمعرفة كفاية إلغاء القانون الخاص بتحويل آياصوفيا إلى مسجد أم لا.
–