برلين (زمان التركية)ــ صدرت إدانات عدة من مؤسسات إسلامية عربية، لحادثة التعدي “الهمجية” على ضريح الخليفة عمر بن العزيز في إدلب شمال سوريا، من قبل ميليشيات يزعم أنها إيرانية مؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وانتشر على الإنترنت مقطع فيديو يظهر اعتداءًا وقع الأسبوع الماضي على ثلاثة قبور يضمها الضريح وهي للخليفة وزوجته فاطمة بنت عبد الملك، وخادم الضريح الشيخ أبو زكريا بن يحيى المنصور.
وقال نشطاء على تويتر وفيسبوك إن المليشيات دمرت الضريح الواقع في قرية الدير الشرقي في محافظة إدلب والقبور الثلاثة بالكامل، وسرقوا محتوياته ونقلوها إلى مكان مجهول.
ويقع الضريح بجوار عدة مساجد أهما مسجد عبد بن عبد العزيز، وكان يعد من المزارات الدينية لملايين المسلمين قبل اندلاع الأزمة السورية.
وكان المسجد والضريح تعرضا عام 2018 لقصف جوي روسي في 2018، أسفر عن تضرره بشدة، كما أضرم مسلحون النار في الضريح العام الماضي.
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين أصدرت بيانا يدين الاعتداء على قبر الخليفة عمر بن عبدالعزيز في سوريا.
وقال الرابطة في بيان “ساءنا في رابطة علماء المسلمين خبر نبش قبر الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز وسرقة رفاته، والعبث بالقبور من حوله”.
أضاف البيان “إن هذا العمل لينم عن مدى الحقد الذي انطوى عليه قلب الفاعل ومن أمره بذلك أو فرح به. إن الحاقدين على أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز في هذا الزمان، لا يحقدون عليه لأمر شخصي بينه وبينهم، وإنما يحقدون عليه لما يحمله من اعتقاد يمثل اعتقاد المسلمين عمومًا وأهل السنة خصوصًا، ولكونه رمزًا إسلاميًا يمثل العدل في حقبة تاريخية عظيمة من تاريخ المسلمين، ولما له من قرابة بأمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه”.
كما وصفة هيئة علماء المسلمين في لبنان، ما حدث “دليل كاف على حقد فلول الحشاشين والباطنية الحاقدين، على الإسلام وعلى النبي عليه الصلاة والسلام، وعلى صحابته الكرام، وحاملي سنته العظام”.
وقال بيان صادر عن الهيئة إن “جريمة نبش هؤلاء من كانوا أداة كل محتل، وعملاء كل عدو، وجند كل غاز ، يسكتهم الضعف، وتظهر أحقادهم عند كل استقواء، ومع تولي حافظ وبشار ارتكبوا كل جريمة، وقارفوا كل رذيلة، واستهدفوا كل مؤمن بالسجن والقتل والتعذيب والسرقة… وارتكبوا الموبقات البشعة الموثقة مع المليشيات المذهبية الحاقدة، ومنها تدمير المساجد، والتهجير والتطهير المذهبي، وهي جرائم حرب مؤكدة ! نذكرهم أن الأمة لن تنسى جرائمهم، ولن تتركها بغير جزاء عادل وقريب بإذن الله تعالى. ويعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)”.
أما المجلس الإسلامي السوري فقال في بيان، إن العديد من المساجد التاريخية كالمسجد الأمويّ في حلب والمسجد العمريّ في درعا دمرت على يد النظام السوري حلفائه، وأن إيران وميليشياتها تقوم بعمل مزدوج خطير في سورية، أحد طرفيه تشييد مقامات شيعيّة طائفيّة موهومة، والطّرف الآخر طمس المعالم الدّالة على الحضارة الإسلاميّة ورموزها، معتبراً أنه أمرٌ في غاية الخطورة على هويّة البلاد وتاريخها وانتمائها.
وقال المجلس الإسلامي السوري، إن “تكرار الاعتداء الإجراميّ على قبر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز مرات كثيرة، ما بين القصف والحرق وأخيراً جريمة النبش البشعة، مما يدلّ على عمل وإجرام ممنهج وحقد طائفي أعمى، بل تدنٍّ في المشاعر والأحاسيس الإنسانية”.
–