واشنطن (زمان التركية) – اتهمت صحيفة (وول ستريت جورنال) في مقال افتتاحي كلاً من تركيا وإيران والصين بالسعي لاستغلال الاضطرابات المدنية الحالية في الولايات المتحدة بغية تشويه سمعة الولايات المتحدة ونزع الشرعية عن النظام القانوني الأمريكي.
وادعت الصحيفة أن بعض الدول، وعلى رأسها الصين وإيران وتركيا، تستغل أحداث الشغب الأخيرة في الولايات المتحدة لتوجيه انتقادات للنظام القضائي الأمركي، مؤكدة أن هدفها الحقيقي هو السعي لإقناع العالم بأن المجتمع الليبرالي متعدد الأعراق قد أفلس.
الصحيفة الأمريكية تناولت مواقف الدول المنافسة لواشنطن من وفاة أمريكي من أصل أفريقي يبلغ من العمر 46 عاما، مع اتهامات للشرطي الذي قتله بالعنصرية.
وتطرقت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعث يوم الجمعة تعازيه لعائلة فلويد قائلاً “الضحية مات نتيجة التعذيب، وأن القتل كان أحد أكثر المظاهر المؤلمة للنظام الظالم الذي نقف ضده في جميع أنحاء العالم”، ثم عقبت الصحيفة بقولها: “وذلك رغم أنه من يحاول القضاء على معارضيه السياسيين في الداخل التركي ويشرّد الأكراد في سوريا”.
وكان المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي اقتدى بأردوغان ووجه انتقادات لاذعة لما سماه العنصرية المؤسسية الأمريكية في تصريحات أدلى بها في نهاية الأسبوع الماضي.
ونقلت وول ستريت جورنال عن الزعيم الإيراني قوله: “إذا كنت تمشي في الولايات المتحدة وأنت صاحب البشرة السوداء، فلا يمكنك التأكد من أنك ستبقى على قيد الحياة في الدقائق القليلة المقبلة”.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الحكومة الإيرانية المنافسة للولايات المتحدة، تمتلك سجلا حافلا بانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك العقوبات القاسية على الجرائم، والتعذيب، واضطهاد الأقليات، وإعدام المجرمين دون سن 18 سنة، والقيود المفروضة على حرية التعبير وغيرها.
كما تعرضت وول ستريت جورنال أيضًا لرد الصين على الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة، حيث اتهمت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) بتشجيع الاضطرابات المدنية الأمريكية من خلال الترويج لمقالة متعاطفة مع أعمال الشغب الأمريكية منشورة في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وجاء في المقال الافتتاحي لـ”وول ستريت جورنال”: “من ناحية أخرى، تريد بكين استخدام أعمال الشغب الأمريكية لتبرير سحق حركة الديمقراطية في هونغ كونغ والقبض على قادتها المسالمين” ، في إشارة منها إلى عودة الاحتجاجات في الأراضي التي تحكمها الصين.
كما لفتت الصحيفة إلى الحملات الأمنية الصينية الشاملة ضد مسلمي الأويغور، الذين تم إرسال العديد منهم إلى معسكرات الاعتقال، إلا أن الحكومة الصينية تنفي بشدة هذه الاعتقالات الجماعية.
واتهمت وول ستريت جورنال الصين وإيران وتركيا بعدم إدراك الفرق بين سيادة القانون وغيابه، وقالت “إن العنف والظلم موجودان في كل مجتمع، ولكن في الولايات المتحدة يمكن للمشتكي أن يبحث عن حقوقه من خلال اللجوء إلى القوانين والمحاكم”.
ووصفت الصحيفة ردود فعل تركيا وإيران والصين على الاحتجاجات في الولايات المتحدة بأنها أعمال “انتهازية ساخرة” و”أقصى خيانة لذاكرة جورج فلويد”.
وزعمت الصحيفة الأمريكية أن هدف هذه الدول الثلاث هو السعي لإقناع العالم بأن المجتمع الليبرالي متعدد الأعراق قد أفلس، وبالتالي يمكن للأقوياء أن يستغلوا الضعفاء بسهولة أكبر، على حد تعبيرها.
–