بقلم: الأستاذ الدكتور صلاح سليمان، جامعة الإسكندرية
القاهرة (زمان التركية) – أهل الباطل بلا بصيرة وإن كانت أعينهم مفتحة، أما أهل الحق فذوو بصيرة ملهمة.
الخليفة الموعود من إخوانه في تركيا محدود النظر وبلا بصيرة، وقف ينظر من بعيد إلى ما وراء نافذة أحلامه فلم يرَ إلا أهل الخدمة من ناحية، ومصر بالإيمان الراسخ الوسطي والمستنير لأهلها يعكرون عليه تلك الأحلام بالخلافة، من ناحية ثانية وكل مسلم لم يمد له يدا صاغرة ببيعة، من ناحية ثالثة.
ذلك الخليفة المزعوم لا يرى الحقيقة، فأعجبته ركلة الأوروبيين له ورفضهم عندما حاول أن يغرب تركيا بينما هم في أوروبا يخشون من تأثير الاسلام الدفين الذي لا يموت في ضمير الأجيال القادمة على الأيديولوجيات الأوروبية لو أصبحت تركيا عضوا في الاتحاد الأوروبي، ففتحوا عينه وشهيته وذكروه بقصة الخلافة وضمنوا له ولاء الحركة العالمية للإخوان الماسونيين الحالمين هم أيضا بإدارة شئون المنطقة برمتها ولو من وراء ستار خليفة يستخلفونه استخلافا.
كنت مرة كتبت أن أمام كل منا نافذة، يطل منها على العالم، المسافة بين كل منا وفتحة نافذته هي التي تحدد دائرة ما يراه خلف تلك النافذة، علينا أن نقترب من النافذة لنرى ما يجري الآن في هذا العالم من حولنا وسنتأثر به ويؤثر فينا شئنا أم أغلقنا عيوننا وأعمينا بصيرتنا. أصحاب البصيرة يقتربون من نوافذ إطلالاتهم على العالم كي يعرفون الحقيقة ويستلهمون الرؤية ويعدون الزاد. أما من لا بصيرة عندهم فتعميهم أطماعهم ويثير جنونهم كل معارض لرغباتهم وحبهم للزعامة، ولذلك فهم يقفون بعيدا عن إطلالات نوافذهم يرون العظمة في أنفسهم ويكرهون كل من يبني وينشغل ببناء أجيال مؤمنة مستنيرة، ويقيني أن السقف سيخر على أهل الباطل والزعامة المشبوهة وتأتيهم ساعتهم من حيث لا يعلمون ولا يتوقعون.