أنقرة (زمان التركية) – اتهم رئيس الوزراء الأسبق ورئيس حزب المستقبل الحالي أحمد داود أوغلو ما يعرف في تركيا بـ”مجموعة البجع” بالوقوف وراء “الانقلاب” على حكومته في 2016، منتقدًا قيام الرئيس رجب طيب أردوغان بزيارة مقر هذه المجموعة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها داود أوغلو في برنامج تليفزيوني على قناة (Halk TV)، حيث قال: “جماعة البجع هي التي استخدمت كأداة في عملية الانقلاب ضدي (في 2016). لقد شنّت حملة بناء على تعليمات تلقى أعضاؤها. ورغم كل ذلك قام رئيس الجمهورية (أردوغان) بزيارة المكان الذي تم التخطيط فيه للإطاحة بي من رئاسة الحكومة وحزب العدالة والتنمية”.
داود أوغلو المنشق عن حزب العدالة والتنمية أوضح أن الذين شنوا حملة قتل معنوي ضده في عام 2016 هم أنفسهم من يشنون الآن حملات مضادة لبعض الوزراء وكذلك حملات متبادلة فيما بينهم، وأضاف: “كل هذه الحملات التي تشهدها تركيا اليوم تشير الأدلة إلى أصابع تنظيم البجع. فمثلاً يتعرض وزير العدل عبد الحميد جول لحملة ودعاية سوداء على يد أعضاء هذا التنظيم”.
وحول انشقاقه عن حزب العدالة والتنمية وتأسيسه حزب المستقبل، قال داود أوغلو: “شعرت أن البلد لا تستطيع التنفس في ملف الحريات. وزادت معدلات الفقر. وضعف اعتبار الدولة على المستوى الدولي. هذه الأشياء جعلت من الضروري أن أتحرك. أنا لا أسعى وراء طمع السلطة ولا شيء آخر”.
وأكد داود أوغلو أنه لم يعد ممكنًا إنشاء دولة لها اعتبار على الساحة الدولية في ظل وجود نظام حزب العدالة والتنمية، وشدد على أن النظام الرئاسي هو نظام يؤدي إلى الدكتاتورية في أي لحظة.
يشار إلى أن مجموعة البجع كيان سري له أجنحة وأذرع مختلفة في الإعلام والجهاز البيروقراطي كله ينفذ حملات وتعليمات الرئيس أردوغان في لحقيقة، وإن كان هناك من يزعم أن الكيان تابع لبرات ألبيراق، لكن داود أوغلو يتجنب استهداف أردوغان بشكل مباشر ويفضل الهجوم على هذه المجموعة.
وقال المحلل السياسي التركي رئيس تحرير موقع “خبردار” سعيد صفاء في إطار تعليقه على تصريحات داود أوغلو: “حتى لو سألتم طفلاً يبلغ من العمر 5 سنوات لأكد أن الرئيس أردوغان هو الذي أقال داود أوغلو من رئاسة الحكومة وحزب العدالة والتنمية، لكن لا بد أنه قد عانى من صدمة شديدة لدرجة أنه لا يستطيع إقناع نفسه بأن أردوغان من أقاله من منصبه!”.
5 yaşında bir çocuğa sorsan, onu başbakanlıktan alan kişinin Erdoğan olduğunu söyler.
Öyle bir travma yaşamış olmalı ki Erdoğan’ın kendisini görevden aldığına kendisini bir türlü tam anlamıyla ikna edemiyor! https://t.co/KrKjoPVM3X— Said Sefa (@sefa_said) May 27, 2020
وكان داود أوغلو كشف في يوليو 2019 أن أردوغان طلب منه أن يبدو في صورة “رئيس الوزراء دون أن يمارس سلطاته وصلاحياته”، وذكر أنه كان يدعم نظامًا برلمانيًّا قويًّا يمثّل كل التيارات السياسية، ويحمل تركيا إلى آفاق المستقبل، مقترحًا عليه ترسيخ هذا النظام بدلاً من البحث عن أنظمة أخرى. ثم كشف عن السبب الحقيقي الذي دفع أردوغان وحلفائه إلى إقالته من رئاسة الوزراء قائلا: “كان يجب إبعادي من رئاسة الوزراء وحزب العدالة والتنمية من أجل تنفيذ سيناريوهات من قبيل انقلاب 15 تموز 2016، والدفع بالبلاد إلى انتخابات متتالية، وتحقيق نقل تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي المغلوط، وجرّ البلاد في نهاية المطاف إلى أحضان تحالفات علنية وسرية”، في إشارة منه إلى التحالف الذي عقده أردوغان مع كل من الحركة القومية الذي يمثل الأطلسيين وحزب الوطن الذي يمثل الأوراسيين.
ومن اللافت أن الصحفي المخضرم، سعيد صفاء، الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع ممثلي التيار الإسلامي في تركيا، ويطلع على كواليس حزب العدالة والتنمية، نشر تغريدات مثيرة في 2017، قال فيها: “عندما نتمكن يومًا من الحديث عن خلفيات خطة انقلاب 15 تموز 2016 بحرية، ونكشف أنه كان انقلابًا مدبرًا، فإننا سنعتبر تاريخ إقالة أحمد داود أوغلو من منصب رئاسة الوزراء ميلادًا لهذا الانقلاب. فلو كان داود أوغلو ظلّ في منصب رئيس الوزراء لاطّلع بشكل أو بآخر على خطة الانقلاب المدبر ومنع تنفيذها مهما كلف الأمر. لكن أردوغان كان بحاجة إلى رئيس وزراء مثل بن علي يلدريم، الذي لا يفهم من مجريات الأحداث، وإن علم بالخطة فيما بعد لا يستاء من ذلك، من أجل تنفيذ هذا الانقلاب”.
وكان رئيس تحرير موقع خبردار سعيد صفا @sefa_said أول من لفت إلى هذا عندما قال:
"عندما نتمكن يومًا من الحديث عن خلفيات خطة انقلاب 15 تموز 2016، والكشف عن أنه كان انقلابًا مدبرًا، فإننا سنعتبر تاريخ إقالة أحمد #داود_أوغلو من منصب رئاسة الوزراء ميلادًا لهذا الانقلاب"
يتبع… pic.twitter.com/1zZfqAO1U3
— نبض تركيا NabdTurkey (@nabdturkey) July 20, 2019
وكذلك كشف نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري خلوق كوتش في يوليو 2019 أن الفترة التالية للانتخابات البرلمانية التي عقدت في يونيو 2015 شهدت لقاءات سرية بين داود أوغلو ورئيس الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو لتشكيل حكومة ائتلافية، بهدف تكوين حكومة تحالف موسعة تقضي على اختلافات الرأي ووجهات النظر بين القاعدتين الشعبيتين للحزبين المنحدر أحدهما من التيار الإسلامي والآخر من التيار العلماني، الأمر الذي كان سيؤدي إلى مصالحة مجتمعية وزيادة مستوى الرفاهية المجتمعية، على حد تعبيره، لكنه عاد وأكد أن أردوغان منع هذا التحالف.