إسطنبول (زمان التركية) – في الوقت الذي تتزايد فيه المطالبات المحلية والدولية للحكومة التركية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي وعدم استثنائهم من قانون العفو، في ظل أزمة فيروس كورونا، تتزايد الشكاوى من التقصير في إجراء تحاليل فيروس كورونا لكافة السجناء في تركيا.
وزير العدل عبد الحميد حول، كان قد كشف في تصريحات سابقة بتاريخ 8 أبريل / نيسان 2020 عن اكتشاف 120 مصابًا بفيروس كورونا داخل السجون التركية المختلفة.
وفي 22 أبريل/ نيسان الماضي أعلنت النيابة العامة في مدينة إزمير اكتشاف 65 إصابة مؤكدة بين المعتقلين، كما أعلنت النيابة العامة في إسطنبول في 8 مايو/ أيار تسجيل 44 إصابة مؤكدة بالفيروس داخل سجن سيليفري.
وبحسب مصادر مطلعة داخل السجنين رقم (7) و(8) من سجن سيليفري فإن الأعداد الحقيقية للمصابين بالفيروس داخل السجن أكثر من المعلن بكثير، مشيرة إلى وجود 80 حالة في السجن رقم (8) و55 حالة في السجن رقم (7).
أحد المعتقلين في السجن رقم (7)، يدعى محمد صاري، أوضح أن الطبيب الخاص بالسجن رفض إجراء تحليلات لهم للكشف عن الإصابات بفيروس كورونا بين السجناء، وذلك بناءً على تعليمات مباشرة من وزير الصحة فخر الدين كوجا.
أما المعتقل محمد صاري، فقد نشر له مقطع صوتي مسرب من داخل السجن، كشف فيه أن إدارة السجن تقوم بخلط المصابين بفيروس كورونا مع غير المصابين من أجل تحقيق نظرية مناعة القطيع داخل السجن.
وأوضح صاري أن إدارة السجن لا تجري تحاليل طبية للمعتقلين الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة، قائلًا: “في المساء، جاء أحد العاملين في القطاع الطبي إلى الباب، وقال ماذا بكم؟ قلنا له: “جميعنا لسنا بخير، وكل مكان في جسمنا يؤلمنا. لدينا كافة الأعراض من إرهاق وسعال وغيرها. افعلوا اللازم”. ولكن الطبيب قال: “لا يوجد شيء بيدنا يمكننا فعله”. يقومون بقياس الحرارة. لا تظهر حرارة ولكن باقي الأعراض موجودة. نحن نموت هنا داخل السجن”.
وحتى مساء الثلاثاء ارتفع أعداد المصابين بفيروس كورونا في تركيا إلى 151 ألفًا و615 حالة، كما ارتفعت أعداد الوفيات جراء الإصابة إلى 4199 حالة.
وكان عبر مقرر الشؤون التركية في البرلمان الأوروبي، ناتشو سانتشيز أمور، عبر الأسبوع الماضي عن مخاوفه من المعلومات المثارة حول تفشي فيروس كورونا المستجد في سجن سيليفري بمدينة إسطنبول في تركيا.
وفي كلمته أمام الجمعية العمومية بالبرلمان الأوروبي أفاد أمور أنه يتوجب تناول التطورات داخل السجون التركية من الناحية الصحية قائلا: “على سبيل المثال، اليوم تلقيت أنباء بشأن سجن سيليفري التركي الذي يضم العديد من سجناء الفكر. تم تشخيص أكثر من 40 سجينا بفيروس كورونا المستجد. جميع السجناء معرضون للخطر بشكل كبير في ظل هذه الظروف”.
وشدد أمور على ضرورة عدم التمييز بين السجناء ورفضه إخلاء سبيل السجناء الذين يهددون أمن المجتمع بسبب الجرائم الجنائية التي ارتكبوها مع الإبقاء على السجناء السياسيين داخل السجون.
–