إسطنبول (زمان التركية) قالت القاضية التركية عائشة صاريصو بهليفان إن تحقيقا فتح معها، من قبل مجلس القضاة والمدعين العامين بسبب منشور على تويتر أعلنت خلاله التضامن مع المغني إبراهيم جوكتشك الذي توفي بعد دخوله في إضراب عن الطعام لفك الحظر عن فرقته الموسيقية، مؤكدة تمسكها بالحق في “حرية التعبير” عن رأيها.
القاضية عائشة صاريصو بهليفان كانت قد قالت عبر تويتر “الأغاني الشعبية لا تضر أحدًا. كان يجب أن يعيش إبراهيم جوكتشك”.
بهليفان استنكرت قرار التحقيق معها، قائلة: “هل كان يجب علي أن أقول إن الأغاني تسبب الضرر؟”، موضحة أنها تمتلك حرية التعبير بكافة أشكالها عدا الحديث عن الملفات التي تتولى النظر فيها.
وأكدت أنه على الدولة أن تقوم بواجبها بالدفاع عن حق المواطنين في الحياة، قائلة: “كإنسان، شعرت بألم داخلي، وقمت بنشر تغريدة حول حق الإنسان في الحياة. ما نشرته يتعلق تمامًا بقدسية حق الحياة”.
وأشارت بهليفان إلى أنها تعرفت على فرقة “Grup Yorum” الموسيقية خلال دراستها في الجامعة في ثمانينات القرن الماضي، وقالت: “لا يجب أن يكون مصير فنان بهذا الشكل. في النهاية هو أيضًا إنسان. أنا أؤيد السماح للمواطنين بالتمتع بحق العيش”.
وأوضحت أنها تعرضت لهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة: “أنا أرى أنهم لا يفكرون بشكل سليم. من الخبيث للغاية أن يكون هناك أقاويل حول ما شعرت به لوفاة زميل بالدراسة”.
كما شنت وسائل الإعلام والصحف الموالية لحزب العدالة والتنمية، وعلى رأسها صحف “تقويم” و”صباح”، حملة هجوم على القاضية عائشة صاريصو بهليفان، من ثم فتح مجلس القضاة والمدعين العامين تحقيقًا معها.
تابعت القاضية منتقدة: “أعتقد بعض الناس أصيبوا بخسوف عقلي لا يستطيعون التفكير بصورة مستقيمة، وإلا كيف يطورون خطابات مناهضة لحزني على وفاة مواطن بصورة تراجيدية، لا يمكن أن أفهم هذا النوع من الناس الذين يمتلكون قلوبا مسودة”.
والأسبوع الماضي عقب إنهائه إضرابه المفتوح عن الطعام لمدة 323 يوما نُقل جوكشاك إلى أحد المستشفيات حيث لفظ أنفاسه الأخيرة هناك.
وتأتي وفاة إبراهيم بعد شهر من وفاة زميلته في الفرقة المغنية هيلين بوليك بالسجن بعد 288 يوما من دخولها معه في إضراب عن الطعام احتجاجا على ملاحقة السلطات لأعضاء فرقتهم (فرقة يوروم Grup Yorum) الموسيقية التركية الشهيرة ذات التوجهات اليسارية الاشتراكية.
وكانت المغنية هيلين بوليك وإبراهيم جوكشيك دخلا في إضراب عن الطعام، لممارسة الضغط على حكومة حزب العدالة والتنمية بغية رفع الحظر المفروض على حفلاتهم الموسيقية والإفراج عن أعضاء الفرقة المسجونين ورفع أسمائهم من قوائم المطلوبين وإسقاط دعاوى قضائية بحقهم، ووقف مداهمة مراكزهم الثقافية.
وأعلن عضوا الفرقة الإضراب عن الطعام في منتصف عام 2019 من أجل المطالبة بإطلاق سراح أعضاء فرقة يوروم الموسقية وإنهاء ممارسة الضغوطات عليهم وفعالياتهم.
وكان مكتب محاماة “Halk” قال في مارس/ آذار الماضي إن الشرطة داهمت منازال خمسة من موكليه واعتقلتهم وهم أعضاء في فرقة يوروم الموسقية اثنان منهما كانا هالين بولاك وإبراهيم جوكتشاك واصطحبتهم إلى أماكن مجهولة.
وحظرت حفلات وألبومات الفرقة التي تأسست عام 1984 على مدى عدة سنوات، وتعرض عدد من أعضائها للإعتقال والتعذيب، وتتهم الحكومة التركية فرقة يوروم بأنها مرتبطة بحزب التحرير الشعبي الثوري، لكن الحركة التي تلتزم بالغاء الثوري تنفي انتمائها لأي حزب سياسي.
–