أنقرة (زمان التركية) – تلقت الناشطة التركية أرلات ناتالي أفازيان، مفاجأة غير متوقعة بمناسبة عيد الأم، من الطفل التركي أحمد برهان أتاش الذي توفي قبل أيام بالسرطان بعد تأخر الحكومة التركية المتعمد في علاجه.
أفازيان نشرت عبر تويتر صورة للرسالة والأزهار التي وصلت منزلها بحسب وصية أحمد برهان الذي توفي في عامه التاسع بسرطان العظم.
وعلقت الناشطة التركية على الهدية قائلة: “هل احتفلتَ بعيد الأم يا بطلي. سنلتقي في الجنة يا بني وستعاود استقبالي هناك بهذه الأزهار”.
وحملت الرسالة المرفقة بالأزهار توقيع الطفل أحمد، وقدتها للناشطة أفازيان والدته، حيث جاء نص الرسالة على النحو التالي:
“إلى والدتي نتالي، هذا اليوم يومك فهو يوم الأمهات الحقيقيات. لم تتخلَّ عني وعن والدتي. سأنتظرك في الجنة. أبلغت جدي بتحياتك. أحبك كثيرا.. أحمد”.
وكان أحمد توفي ليلة الأربعاء عقب صراع طويل مع مرض السرطان، بعدما منعت السلطات التركية سفره إلى ألمانيا لتلقي العلاج.
وكان والد أحمد قد اعتُقل من قبل السلطات التركية عقب الانقلاب الفاشل الذي شهدَته تركيا في عام 2016 بتهمة انتمائه إلى حركة الخدمة دون أن تكون هناك أي جريمة مادية أخرى.
أما والدته فقد حاولت عدة مرات السفر مع ابنها إلى ألمانيا للعلاج، إلا أن السلطات التركية صادرت جواز سفرها، ورغم أن محكمة ألغت حظر السفر المفروض عليها، لكن هذا القرار ألغته محكمة أخرى أيضًا لتعجز الوالدة من الذهاب بابنها إلى ألمانيا ويتطور مرضه إلى مراحل خطيرة.
وبعد محاولات وتدخلات من الناشطين والفنانين من شتى التوجهات في تركيا استغرقت شهورًا، نجحت الأسرة في الوصول إلى ألمانيا للعلاج، إلا أن الأطباء الألمان أخبروا الأسرة أن المرض قد وصل إلى درجة لا يمكن علاجها.
وعاد أحمد أدراجه مع أمه حتى قضى نحبه ليلة الأربعاء في المستشفى التي عجزت بدورها عن إنقاذه.
والد أحمد مازال معتقلًا في السجن، ومع أن السلطات سمحت له بزيارة ابنه في الشهر الماضي إلا أنها لم تسمح له برؤية ابنه للمرة الأخيرة قبل يوم من وفاته.
وقالت والدة أحمد إن ابنها كرّر عدة مرات اسم والده قبل وفاته.
وكانت بعض المؤسّسات الحقوقية في تركيا طالبت وزارة الداخلية بالإفراج عن والد أحمد حتى يتمكن من رؤية ابنه قبيل وفاته إلا أن الوزارة رفضت هذا الطلب.
هذا ودفن أحمد يوم الخميس في مدينة أضنة جنوب تركيا.
وحمل رواد التواصل الاجتماعي حكومة الرئيس رجب أردوغان مقتل الطفل أحمد.