أنقرة (زمان التركية) – كشف استطلاع رأي حول نسبة الرضا بين المواطنين في تركيا عن النظام الرئاسي، المطبق في البلاد منذ منتصف عام 2018، أن نسيبة الرافضين له لا تزال كبيرة.
الاستطلاع أعدته مؤسسة SAD للدراسات الاستراتيجية، وشارك فيها 1518 مواطنًا، في 27 مدينة.
نتائج الاستطلاع قالت إن نحو 48% غير راضين عن النظام الرئاسي.
وكشفت النتائج أن قطاعا عريضا من المواطنين غير الراضين عن النظام الرئاسي ينتظرون من البرلمان تجديدات كبيرة في الفترة المقبلة، وأن 64.4% من المشاركين يرون أن حل مشكلات الدولة تبدأ من البرلمان وليس رئاسة الجمهورية، بينما يرى 19.2% من المشاركين أن حل المشكلات في رئاسة الجمهورية، في حين يرى 2.9% من المشاركين أن حل المشكلات في يد الأحزاب السياسية.
وأوضحت الدراسة أن 31.2% من المشاركين في استطلاع الرأي يرون أن النظام الرئاسي مناسب لإدارة البلاد، بينما يرى 32.5% أنه مناسب جزئيا لإدارة البلاد، في حين يرى 36.3% أن النظام الرئاسي غير مناسب لإدارة تركيا على الإطلاق، وكانت نسبة الرافضين من بين مؤيدي حزب العدالة والتنمية 5% فقط، بينما كانت النسبة 31% بين أنصار حزب الشعب الجمهوري المعارض.
أما عن الرضاء عن النظام الرئاسي، فقد أوضح 32% من المشاركين أنهم راضون عن أداء النظام الرئاسي، أما غير الراضين فقد بلغت نسبتهم 47.3%.
ويأتي استطلاع الرأي تزامنا مع احتفال تركيا بمئوية “مجلس الأمة” بينما البرلمان بات محدود الصلاحيات، في ظل تطبيق النظام الرئاسي، فضلا عن سيطرة الحزب الحاكم عليه، مع اتهام الرئيس أردوغان بإضعاف الديمقراطية في بلاده.
ومنذ أن أقرت تركيا النظام الرئاسي في يونيو/ حزيران 2018 بديلا عن النظام البرلماني، عزز الرئيس رجب أردوغان من سلطاته كما كان يرجو، وبات البرلمان في خدمة الحزب الحاكم والرئيس لتمرير القوانين التي يطرحها تحالف حزبي العدلة والتنمية والحركة القومية.
ويشتكي عدد من نواب المعارضة من عدم تجاوب واهتمام الوزراء ورئاسة الجمهورية مع الاستجوابات البرلمانية التي يقدموها إلى البرلمان كما كان في السابق.
وفضلا عن رفض حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي منذ البداية الانتقال إلى نظام الحكم الرئاسي والوقوف ضده، دعم العديد من السياسيين وقادة الأحزاب الجدد في تركيا، عودة البلاد إلى نظام الحكم البرلماني باعتبار أن النظام الجديد زاد من حالة القمع وتكميم الأفواه وتغييب الديمقراطية.
ووجه رئيس وزراء تركيا الأسبق ورئيس حزب “المستقبل” المؤسس حديثًا في تركيا أحمد داود أوغلو، انتقادات للنظام الرئاسي، وأكد أن حزبه يدعم عودة البلاد لنظام الحكم البرلماني، قائلًا: “إذا استمر النظام الرئاسي، لن يكون من الممكن استمرار الديمقراطية في البلاد”.
كما صرحت رئيسة حزب الخير التركي ميرال أكشنار، بأن نتائج آخر استطلاع أجراه حزبها تفيد أن غالبية المجتمع التركي يرغبون في العودة إلى النظام البرلماني.
–