إسطنبول (زمان التركية) – قال عمدة بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، تعليقًا على التحقيق الذي فتحته وزارة الداخلية معه، إنه لم يحدث في أي دولة في العالم التعامل مع بلدية على أنها “تنظيم إرهابي” ورئيسها “زعيم إرهابي” لقيامهم بمهامهم الدستورية وتوزيع الخبز والمواد الغذائية على المواطنين.
إمام أوغلو أضاف: “نحن رؤساء البلديات، اُنتخبنا بمصالحة مجتمعية واسعة، بعيدًا عن الميول السياسية. نحن أشخاص جئنا إلى السلطة بأصوات المواطنين من كافة الأحزاب. وبعد أن جئنا إلى السلطة، أصبحنا أشخاصا ملزمون بخدمة جميع المواطنين مهما كان توجههم. ليس لدينا أي أولوية غير خدمة المواطن”.
وزارة الداخلية التركية كانت قد فتحت تحقيقات ضد رؤساء عدد من بلديات المدن المنتمين لحزب الشعب الجمهوري، على خلفية توزيعهم الخبز والمواد الغذائية مجانًا على المواطنين خلال فترات حظر التجوال الذي فرضته الحكومة ضمن إجراءات مواجهة فيروس كورونا.
واتهم أردوغان في حديث أمس الأول البلديات التابعة لحزب الشعب الجمهوري بمحاولة تخريب جهود الدولة لمكافحة فيروس كورونا.
إمام أوغلو انتقد تصريحات أردوغان التي هاجم فيها رؤساء البلديات المعارضة، قائلًا: “إنهم يريدون رئيس بلدية لا يقوم بأي شيء. هل هذا ممكن؟ هل جئنا إلى مناصبنا للجلوس فقط؟ أم خدمة المواطنين؟”.
وأضاف إمام أوغلو: “كل من يصفون أنشطة دعم ومساعدات بلدية إسطنبول الكبرى والبلديات الأخرى للمواطنين بـ”الإرهابية”، مهما كانوا، سيتم الرد عليهم بالشكل المناسب”.
من حانبه علق مذيع قتاة فوكس تي في المعروف قاتح برتقال على تشبيه الحكومة البلديات المعارضة بحزب العمال الكردستاني الإرهابي، قائلا: “ألستم من استمددتم الدعم من الزعيم الإرهاببي المسجون عبد الله أوجلان قبيل إعادة انتخابات إسطنبول.. ألستم أنتم من دعوتم شقيقه المطلوب دوليا على شاشة التلفزيون الرسمي؟ قد تظنون أن الشعب ينسى هذه الأمور، لكنه لا ينساها أبدا وسوف يذكركم بها”، في إشارة إلى دعم الأكراد في انتخابات الإعادة بإسطنبول لمرشح حزب العدالة والتنمية أمام أكرم إمام اوغلو.
FETÖ PKK benzetmesi… #FatihPortakal: “Bu insanları bu şekilde yaftalayamazsınız. Yoksa insanlar size geçmişi hatırlatırlar.” pic.twitter.com/V7ryYuv6Rh
— NOW HABER (@nowhaber) April 22, 2020
وفي السياق ذاته انتقد عمدة بلدية مرسين المنتمي لحزب الشعب الجمهوري التركي المعارض وهاب ساتشار، الهجوم الذي يشنه الرئيس رجب طيب أردوغان بسبب الخدمات التي سعى العمد المنتمين لحزب الشعب الجمهوري إلى تقديمها للمواطنين من أجل التخفيف من آثار حظر التجوال مثل توزيع الخبز والمواد الغذائية.
وهاب ساتشار أكد أنه لم يرتكب أي فعل مخالف للقانون، قائلًا: “قمنا بزيادة الإنتاج، ووزعنا 35 ألف رغيف خبز مجانًا. وأوصلنا إلى المحتاجين؛ هل هذه جريمة؟”.
وكانت وزارة الداخلية كانت قد أصدرت قرارًا بحظر توزيع الخبر من قبل البلديات التابعة للمعارضة، فيما اعتبر أردوغان: “إن الهدف من تلك الأنشطة التي تحاول بلديات حزب الشعب الجمهوري القيام بها، بالرغم من أنهم لا يمكنهم مواصلة أعمالهم الأصلية، هو الشو الإعلامي فقط”، كما اتهم أردوغان حزب الشعب الجمهوري بالقيام بأعمال الكيان الموازي وهي التهمة نفسها التي يلصقها بكل المعارضين أو المختلفين معه.
ساتشار انتقد قرار وزارة الداخلية بحظر عملية التوزيع، قائلًا: “حاولنا أن نلبي طلبات المواطنين خلال الأسبوع قبل الماضي. وعندما أعلن حظر التجوال بشكل مفاجئ، كان الناس غير مستعدين لذلك. أردت أن أوصل الخبز إلى الشعب، إذا كان لدينا زيادة في الإنتاج، وهذا ما قمنا به. في الأيام العادية ننتج 70 ألف رغيفًا من الخبز، قمنا بزيادة الإنتاج ووزعنا 35 ألف رغيف. وزعنا الخبز مجانًا على الأماكن الفقيرة. الجميع كان يأخذ ما يريد وما يكفيه”.
وأكد رئيس البلدية أن ما يقوم به لا يعتبر مخالفًا للقانون، بل يتحتم عليه أن يقوم بمثل تلك الإجراءات في حالات الكوراث.
وأشار إلى أن حكومة أردوغان كلفت جمعية وفاء الخاصة للدعم الاجتماعي بعملية التوزيع، في حين أنه يعترض علينا لفعلنا الشيء ذاته، مشيرًا إلى أنه قام بتخفيض سعر رغيف الخبز من 70 قرشًا إلى 50 قرشًا لمساعدة المواطنين أثناء حظر التجوال.
ويتهم حزب الشعب الجمهوري المعارض، حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم بعرقلة جهود العمد المنتخبين المنتمين للحزب خصوصا في البلديات الكبرى أنقرة وإسطنبول وازمير.
–