أنقرة (زمان التركية) – اعتبر محلل سياسي هجوم الرئيس التركي رجب أردوغان على عُمد البلديات الكبرى المنتمين لحزب الشعب الجمهوري المعارض أنه تمهيد لمصادرة البلديات منهم وفرض الوصاية على البلديات الكبرى كما هو الحال في البلديات الكردية حاليًا.
الرئيس أردوغان كان قد وصف توزيع البلديات التي يترأسها عمد منتمون إلى حزب الشعب الجمهوري للخبز مجانًا بأنها ضمن “البروباجندا” والدعايا، وأنها ليست خدمة المواطنين، على حد تعبيره.
نائب ئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، سيد تورون، قال ردًا على تصريحات أردوغان واتهاماته: “إذا كان رؤساء بلدياتنا يرسلون الخبز للمواطنين، وأنتم تقولون إن هذا بروباجندا، فإننا سنواصل هذا الشو والبروباجندا”.
تورون أوضح أن رؤساء البلديات ملتزمون بتلبية احتياجات المواطنين المقيمين في مناطق مسؤوليتهم، قائلًا: “في حالة وجود أي مشكلة أو أزمة تواجه المواطن، فإن رئيس البلدية مسؤول عن ذلك. إذا لم يقم بهذا العمل، فإنه يرتكب جريمة. إذا كان المواطن يطلب الخبز، فإن رئيس البلدية وإدارة البلدية لا يمكنهما التهرب من خدمته”.
في اتصال هاتفي مع موقع زمان التركية، قال الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد عبيد الله إن الرئيس أردوغان اعتبر قيام البلديات المعارضة بتقديم خدمات اجتماعية للمواطنين سعيًا منها للكشف عن فشله في مكافحة جائحة كورونا، واتهم إياها بتشكيل دولة موازية، تماما مثلما اعتبر إطلاق أعضاء الأمن والقضاء تحقيقات فساد ضد رجال أعمال موالين له في عام 2013 كشفًا لعورات وسوآت حكومته واتهمهم بتشكيل دولة موازية أيضًا.
وأعرب عبيد الله عن مخاوفه من أن يشن أردوغان في الأيام القادمة حملة على بلديات حزب الشعب الجمهوري لفرض وصاية قضائية عليها بتهمة “تشكيل دولة موازية”، وهي التهمة ذاتها التي وجهها لأعضاء الأمن والقضاء المشرفين على تحقيقات الفساد والرشوة في 2013 لتصفيتهم وإغلاق ملفات الفساد.
وأعاد للأذهان أن أردوغان دأب على فرض وصاية على البلديات الكردية منذ الانقلاب المزعوم في 2016، حيث لم يبق في يد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي إلا عدد قليل من البلديات التي فاز بها بإرادة الناخبين في الانتخابات المحلية الأخيرة، بعدما فرض الوصاية على أكثر من 100 بلدية كردية في الفترة من 2016 إلى 2018.