أثينا (زمان التركية) قالت صحيفة يونانية، نقلاً عن مقابلة أجرتها مع لاجئ سوري رفض الكشف عن اسمه، إن الشرطة التركية حرضت المهاجرين على إلقاء الحجارة على عناصر الشرطة اليونانية المتواجدين على الحدود، والانخراط في أعمال عنف الشهر الماضي.
اللاجئ السوري الذي يبلغ من العمر 22 عامًا استخدم الاسم المستعار “ناريز” وقال لصحيفة “أثنوس” اليونانية إنه رأى الشرطة التركية توجه المحتشدين على الحدود للقيام بأحداث عنف ضد قوات الأمن اليونانية.
وأضاف اللاجئ السوري: “قيل للسوريين: ارموا الحجارة والأشياء الأخرى. لكنني لم أستطع تسجيل ذلك لخطورة الأمر، كانوا عازمين ومتعصبين فيما كانوا يفعلونه”، على حد قوله.
وكانت تركيا أعلنت في أواخر فبراير أنها لن تمنع المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، وفتحت أمامهم الحدود، في خطوة حكومة حزب العدالة والتنمية لحشد المزيد من مساعدات الاتحاد الأوروبي لحوالي 4 ملايين لاجئ داخل أراضيها وحشد الدعم الأوروبي للحملة العسكرية التركية في إدلب بسوريا والمخططات الأخرى مثل المنطقة الآمنة.
وأفاد اللاجئ السوري أنه عاش في تركيا لعدة سنوات بعد فراره من الحرب في بلاده، وتوجه في نهاية فبراير/ شباط المنصرم إلى الحدود لمحاولة العبور إلى اليونان، لكنه اكتشف أن الجانب اليوناني من المعبر لا يزال مغلقًا.
ثم واصل قائلا: “بقيت هناك لفترة طويلة، ولم أفعل شيئًا. افتقرنا إلى طعام كافٍ في أجواء باردة جدًا. عندما بدأنا نسير اتجاه الحدود اليونانية بغية إيجاد وسيلة للعبور تلقينا قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص من القوات اليونانية حتى لا نعبر إلى الجانب اليوناني”.
وأشار اللاجئ السوري إلى أنه بقي على الحدود المشتركة بين تركيا واليونان لمدة 27 يومًا إلى أن أجبرته السلطات التركية على المغادرة.
قال اللاجئي السوري:”أضرمت الشرطة التركية النار في الخيام أثناء نوم المهاجرين. لم يتركوا شيئا وراءهم. إن الدولة التركية هي التي خططت السيناريو على الحدود من البداية إلى النهاية. وفي اليوم الأخير، أشعلوا النار في الخيام ثم أجبروا الناس على مغادرة الحدود. سلوكهم كان غير إنسانيًا”، وفق تعبيره.
وذكر اللاجئ السوري أن الكثير من الناس باعوا جميع ممتلكاتهم للشروع في رحلة يعتقدون أنها ستكون رحلة طويلة إلى أوروبا، وقال: “إن السلطات التركية لم تمنح اللاجئين على الحدود سوى 100 ليرة تركية (15 دولارًا) لكل منهم”.
يذكر أن اليونان تعرضت أيضا لانتقادات بسبب تعليقها طلبات اللجوء والتعامل بعنف مع المهاجرين الذين يحاولون العبور.
وكتبت صحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي أن الحكومة اليونانية انتهكت القانون الدولي عندما احتجزت المهاجرين في مكان سري قبل طردهم إلى تركيا دون منحهم الفرصة لطلب اللجوء أو التحدث إلى محام.
في حين اتهمت أثينا السلطات التركية بمحاولة مساعدة المهاجرين على العبور برشّ الغاز المسيل للدموع في اتجاه حرس الحدود اليونانية.
–