أنقرة (زمان التركية) – أظهر استطلاع جديد للرأي أن طريقة تعاطي الحكومة التركية مع انتشار فيروس كورونا المستجد قد تغير التوازنات السياسة في البلاد من خلال تغيير عدد كبير من التفضيلات والأولويات السياسية بين الناخبين.
وسجلت تركيا حتى مساء الأربعاء 38 ألفًا و226 إصابة بفيروس كورونا، من بينهم 1492 حالة في العناية المركزة.
18 في المئة من المشاركين في استطلاع أجرته مجموعة “ماك” (MAK) الاستشارية قالوا إنه سوف يكون هناك تغيير في تفضيلاتهم السياسية بعد فيروس كورونا.
وأكد 48 في المائة أن الفيروس لن يغير ولاءهم السياسي، بينما 34 في المائة لم يحددوا موقفهم بعد أو لم يجيبوا على السؤال.
الاستطلاع الذي حمل عنوان “أين نحن في صراع الفيروسات التاجية؟” أُجري في 7 أبريل مع 2600 شخص وكان 57.5 في المائة ممن تمت مقابلتهم من الذكور، و42.5 في المائة من الإناث.
وعندما سُئلوا عما إذا كانوا يعتقدون بنجاح استجابة الحكومة للفيروس التاجي أم لا، أجاب 63 بالمائة بـالإيجاب، بينما قال 24 بالمائة “لا”، في حين قال 13 بالمائة إنهم غير متأكدين أو لم يعطوا إجابة.
وفي تحليلها للنتائج، ذكرت مجموعة ماك الاستشارية: “على الرغم من هذا إلا أن دعم الحكومة كان أعلى قليلاً في الأيام الأولى من بدء هذه المرحلة. وواستمرا المرحلة سيثير عدم الارتياح بطبيعة الحال”.
ورأى المشاركون في الاستطلاع أن الحكومة فعلت أفضل ما يمكن في تعاملها مع الفيروس وتوزيعها الأقنعة والكمامات مجانًا، في حين أن منعها البلديات من جمع المساعدات كان أكبر خطأ ارتكبته.
ووجد 26 في المائة أن الحكومة كانت أفضل أداءً في توفير العلاج المجاني، في حين أشار 18 في المائة إلى الخطوات المتخذة في الاقتصاد؛ و14 في المائة إلى تزويد وزير الصحة الجمهور بالمعلومات باعتباره أفضل جانب من أداء الحكومة.
واعتبر ما مجموعه 27 في المائة منع الحكومة البلديات من جمع المساعدة أسوأ أداء لها، في حين رأى 23 في المائة عدم التشاور مع قادة الأحزاب الأخرى ورؤساء البلديات؛ و16 في المائة عدم توزيع الموارد على الفئات ذات الدخل المنخفض أسوأ جانب لأداء الحكومة. وفق ما جاء في موقع “ديكان”.
وعندما سُئلوا عما إذا كانوا يعتقدون أنه ستكون هناك أزمة في البلاد بعد جائحة الفيروس التاجي، قال 41 في المائة “نعم”، وأجاب 43 في المائة بـ “لا”، و16 في المائة لم يقرروا بعد أو لم يردوا على السؤال.
وكانت التوترات تصاعدت بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي بشأن طريقة تعامل الحكومة مع انتشار الفيروس التاجي، إذ اعتبر الرئيس التركي رجب أردوغان تحركات البلديات التي تسيطر عليها المعارضة لجمع التبرعات لمعالجة الفيروس التاجي محاولة لتشكيل حكومة موازية، على حد زعمه.
جدير بالذكر أن الحكومة مع أنها أغلقت الأماكن العامة، مثل المدارس والجامعات والمساجد والمطاعم، وفرضت حظر التجول على جميع السكان الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا وأكثر من 65 عامًا، وحثت المواطنين على البقاء في المنزل قدر الإمكان، لكنها قاومت دعوات المعارضة المتكررة لفرض حظر كامل على البلاد، حيث قال أردوغان إن عجلة الاقتصاد لا بد أن تستمر قدر الإمكان.
ووفقا لدراسة أخرى لحزب الشعب الجمهوري، شدد ما يقرب من ثلثي الأتراك على أن حزمة الإنقاذ الاقتصادي لحكومة حزب العدالة والتنمية للتعامل مع فيروس كورونا ليست كافية، حسبما قالت صحيفة “جمهوريت” يوم الثلاثاء.
ورأى 59.5 في المائة من بين 2.605 شخص شملهم الاستطلاع أن الحزمة الاقتصادية الحكومية غير كافية، بينما رآها 10.2 في المائة كافية. ومن اللافت أن ما مجموعه 30.5 في المائة من ناخبي حزب العدالة والتنمية و39.2 في المائة من ناخبي حليفه؛ حزب الحركة القومية، رأوا كذلك أن الحزمة الاقتصادية غير كافية.
وكانت الحكومة التركية أعلنت عن تدابير اقتصادية بقيمة 100 مليار ليرة (15 مليار دولار) الشهر الماضي للمساعدة في التخفيف من تأثير انتشار الفيروس التاجي على الاقتصاد، ثم اتخذت في وقت لاحق عدة خطوات إضافية منذ ذلك الحين، وخفض البنك المركزي أسعار الفائدة، وضخ السيولة في الأسواق المالية للمساعدة في دعم النشاط الاقتصادي والإقراض، إلا أن المراقبين يرون أن كل ذلك غير كافٍ للنجاح في تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
–