إسطنبول (زمان التركية) – كتب الأكاديمي التركي بجامعة إسطنبول غوركان جوفين أوزتان في عموده بصحيفة “بيرجون” اليسارية أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية تكذب دعوتها إلى استجابة وطنية لجهود مكافحة وباء فيروس كورونا؛ وذلك لأنها تعامل البلديات الكبرى التي تسيطر عليها المعارضة معاملة الأعداء، على حد تعبيره.
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان دعا الأتراك إلى التوحد والتضامن فيما وصفه بـ”النضال الوطني ضد مشكلة عالمية”، ولكن يرى أوزتان أنه تجاهل منذ البداية دعوات رؤساء البلديات المعارضة في المدن الكبرى لفرض قيود أكثر صرامة لوقف انتشار الفيروس التاجي.
يذكر أن عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري يطالب منذ أسابيع بإغلاق شامل للمدينة، التي تعد الأكبر في البلاد بحوالي 20 في المائة من سكانها، وشهدت ما يقدر بنحو 60 في المائة من حالات الإصابة بالفيروس الفتاك.
لكن الحكومة امتنعت حتى الآن عن الإغلاق/العزل الكامل، وبدلاً من ذلك فرضت حظر التجول على المسنين والضعفاء ومن ثم على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا.
وقال أوزتان في مقاله: “لو كانت الحكومة قد استجابت لدعوة إمام أوغلو ربما لم ينتشر المرض بهذه السرعة، ولا ارتفع عدد الوفيات إلى الحد الذي بلغه. وللأسف، حتى لو تم الآن فرض عزل كامل على المدينة فسيكون الأوان قد فات بالفعل”.
يشار إلى أن بلديتا إسطنبول وأنقرة، اللتان تسيطر عليهما المعارضة، قادتا حملات التبرع لجمع الأموال للسكان الأكثر احتياجًا خلال الأزمة، ولكن عندما أعلن الرئيس رجب أردوغان إطلاق حملته، بادرت وزارة الداخلية بسرعة إلى منع حملات جمع التبرعات لهاتين البلديتين، متذرعة بأن حملات التبرع تتطلب إذنًا من الحكومة.
وقال الكاتب أوزتان في مقاله: “لقد واجه الرئيس أردوغان، لأول مرة خلال سنواته الثماني عثرة في السلطة، أزمة لا يستطيع إلقاء اللوم فيها على عدو، الأمر الذي يضعه في ورطة ومشكلة كبيرة”، مضيفًا أنه ينبغي على المعارضة مواصلة ضغوطها حتى تتخذ الحكومة تدابير أخرى، كإجازة مدفوعة الأجر للعمال، لحين التغلب على هذا الفيروس.
وسجلت تركيا حتى مساء الإثنين 30 ألفا و217 حالة وفاة لمرضى مصابين بالفيروس الفتاك منذ أن تم تشخيص الإصابة الأولى في 11 مارس/ آذار المنصرم.