أنقرة (زمان التركية) – استنكر البرلماني التركي المستقل، جيهانكير إسلام، التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية، سليمان صويلو، خلال لقاء تلفزيوني بشأن تجميد حملة التبرعات التي أطلقتها بلديات أنقرة وإسطنبول وإزمير من دعم أجل المتضررين من فيروس كورونا المستجد قائلا: “الله ينتقم منك!”.
ووجه إسلام، النائب الذي استقال من صفوف حزب السعادة، انتقادات لاذعة إلى صويلو عبر تويتر، قائلا: “بعدما استمعت إلى تصريحات صويلو بشأن منع حملة التبرعات التي أطلقتها البلديات المعارضة أقول كإنسان وطبيب وسياسي: الله ينتقم منك!”.
وحتى مساء الأربعاء ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا في تركيا إلى 15 ألفًا و679 حالة إصابة مؤكدة، بالإضافة إلى 277 حالة وفاة.
وكان صويلو قد ستشهد خلال مشاركته في بث مباشر بتصريحات الرئيس أردوغان التي أكد خلالها أنهم لن يسمحوا بتشكل دولة داخل دولة، زاعما أن التبرعات التي أطلقها عمد بلديات ينتمون إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض تمت بدون موافقة رسمية من الجهات المختتصة.
وزير الداخلية قال: “لن نفتح هذا الباب حتى لا يستغل في سبيل أطماع أخرى. تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي سبق أن استغل مثل هذه الحالات لتحقيق أهدافه. الشك والاشتباه هو أبسط حقوقي بصفتي وزيرا للداخلية. فلأني أخاف من استغلال هذا الأمر من قبل التنظيمات الإرهابية أصدرت قرارًا بوقف حملة تبرعات البلديات.
كذلك انتقد المغني التركي الشهير، جوكهان أوزوغوز، وزير الداخلية على خلفية اتخاذه قرارًا بتجميد حسابات التبرعات لبلديات يديرها عمد منتمون لحزب الشعب الجمهوري المعارض بدعوى أنها محاولة لتأسيس دولة جديدة.
ونشر أوزوغور تغريدة انتقد خلالها تصريحات سويلو قائلا: “ليس لهذه الدرجة! لا يحق لكم أن تتهموا كل من هو أكثر تفضيلاً لدى الشعب منكم وأكثر شفافية وصدقًا وتمتعاً بنظرة مستقبلية بالخيانة والإرهاب والسعي لتأسيس دولة أخرى. ليس لهذه الدرجة!”.
وبينما جمدت وزارة الداخلية التركية حسابات بنكية أعلنت بلديات يقودها عُمد منتمين إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض، أنها ستتلقى من خلالها تبرعات لمواجهة فيروس كورونا، تمارس بلديات يديرها حزب العدلة والتنمية الحاكم الأمر ذاته دون أي قيود.
وتبين أن بلدية شانلي أورفا، التي يديرها عمدة منتمي لحزب العدالة والتنمية تجمع التبرعات من المواطنين في حملة خاصة بها، دون أن تواجه أي مضايقات من الحكومة.
البرلماني السابق عن حزب الشعب الجمهوري الكاتب الصحافي باريش ياركاداش، نشر تغريدة تحتوي على مستند يظهر جمع بلدية شانلي أورفا تبرعات من المواطنين، مؤكدًا أن التبرعات التي كانت تجمعها بلديات حزب الشعب الجمهوري كانت أيضا قانونية لكن تم عرقلتها.
الرئيس رجب أردوغان رغم أنه نفسه أطلق حملة تبرعات لمواجهة فيروس كورونا، وأعلن عن حسابات بنكية لتلقي التبرعات، إلا علق على قرار تجميدحسابات ببلديات المعارضة، قائلًا: “لا يمكن أن يكون هناك دولة داخل الدولة”.
وزير الداخلية سليمان صويلو قال أيضا تعليقا على قرارًا تجميد حسابات البلديات التي يديرها عمد منتمين إلى حزب الشعب الجمهوري: “إذا قمت بفتح حساب لجمع التبرعات دون الحصول على موافقة والي المدينة، فإنك بذلك تقول إنك تريد أن تشكل حكومة جديدة”.
وواجه أردوغان انتقادات كبيرة من شخصيات سياسية، بعد أن أعلن عن تخصيص حساب بنكي لتلقي التبرعات من المواطنين لمواجهة وباء فيروس، معتبرين أن الحكومة عليها مساعدة مواطنيها وليس العكس.
وانتقد رئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو حملة التبرعات التي أطلقها الرئيس رجب أردوغان لمواجهة فيروس كورونا،
أحمد داود أوغلو نشر تغريدة على تويتر، قال فيها: “إن شعبنا محب للتضحية، لا يتكاسل عند الحاجة في تقديم روحه قبل ماله فداءً. تاريخنا مليء بأمثلة على ذلك. في مواجهة فيروس كورونا، دول العالم تقوم بتوزيع الأموال على مواطنيها، ولكننا نجمع من المواطنين التبرعات. ألا يوجد هنا شيء غير طبيعي؟”.
وفي السياق ذاته كانت رئيسة حزب الخير القومي، ميرال أكشنار قالت منتقدة: “في الوقت الذي كنا ننتظر فيه السيد أردوغان ليخرج علينا بمساعدات نقدية للمحتاجين، ماذا وجدنا؟ وجدناه يقول: تبرعوا بالأموال إلى الحساب رقم كذا، ولم يقل سنحول إلى حساباتكم البنكية الأموال”.
كما دعت أكشنار الرئيس أردوغان إلى التبرع بطائرته الفاخرة التي حصل عليها هدية من أمير قطر إذا كان صادقا في حملته.